معهد إبراهيم أبو لغد للدراسات الدولية يعقد حلقة نقاش بعنوان "المبادرة الفرنسية تجاه القضيّة الفلسطينية"

عقد معهد إبراهيم أبو لغد للدراسات الدولية ضمن مساق "الاتّحاد الأوروبي: ما بين الفرادة والنموذج"، يوم الأربعاء 29 حزيران 2016، حلقة نقاش حول "المبادرة الفرنسية تجاه القضيّة الفلسطينية" مع الدكتور كميل منصور، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة باريس وجامعة بيرزيت سابقاً، وأدار النقاش مدرّس المساق د. أحمد نوفل، بحضور عدد من الأساتذة والطلبة من تخصصات العلوم السياسية والدراسات الدولية وعدد من المهتمّين.

بدأ د. منصور بتقديم بنود المبادرة الفرنسية كما تبلورت في البيان الصادر عن المؤتمر الذي انعقد في باريس في 3 حزيران/ يونيو الماضي، وبيان مجلس وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في 20 حزيران. ولخّص د. منصور البنود كالتالي: حلّ الدولتين عن طريق التفاوض المباشر باعتباره وسيلة وحيدة لسلام دائم؛ ضرورة إعادة الثقة بين الطرفين وخلق الشروط التي تسمح بإنهاء الاحتلال الذي بدأ سنة 1967؛ "قلق" الدول المشاركة من "أعمال العنف المستمرة والنشاطات الاستيطانية الجارية"؛ احتمال عقد مؤتمر دولي قبل نهاية هذا العام. وأوضح أن البيان بيان "باهت يفتقد للتوازن ويفتقد لمبادئ الحلّ" على حدّ تعبيره، كونه يوازي بين الدولة المحتلة والشعب الخاضع للاحتلال، ويفتقر لعدد من العناصر الأسياسية التي لا بدّ من توفّرها حتّى تتمكّن المبادرة من تحقيق ما تسعى لتحقيقه، مثل مرجعية واضحة ومقبولة وجدول زمني وآلية توضّح كيفيّة تنفيذ مثل هذه المبادرة عن طريق المفوضات.   

وأشار د. منصور إلى التراجع النوعي في الموقف الفرنسي على مرّ السنوات الأخيرة، وقد تمثل هذا التراجع في السنة الأخيرة في عزوف فرنسا عن تقديم مشروع قرار إلى مجلس الأمن يتضمن مبادئ التسوية الفلسطينية – الإسرائيلية وجدولها الزمني بسبب الرفض الأميركي – الإسرائيلي، ثم في العدول عن فكرة الاعتراف الرسمي بالدولة الفلسطينية إذا ما فشلت المبادرة. غير أنه أكد أنّ صدور المبادرة في مثل هذا الوقت يشكل إشارة، ولو متواضعة، إلى إعادة القضيّة الفلسطينية إلى جدول الأعمال الدولي في ظلّ الأزمات التي يشهدها الوطن العربي، كما الأمر في سورية والعراق واليمن.

ثم دار نقاش مع الطلبة حول عدد من الجوانب المثيرة للاهتمام، مثل: تأثير انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والانتخابات الأميركية، ودلالات الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية، أو مقولة "دولتان لشعبين"، أو فائدة العمل الدبلوماسي في ظل اختلال ميزان القوى. كما تناول الحضور في نقاشهم مع د. منصور كيفيّة إعطاء المعنى والقوة والمضمون لنظام سياسي فلسطيني قادر على قيادة المرحلة، بالتأكيد على ضرورة العمل على تحسين موازين القوى والتأكيد على الهوية الفلسطينية، وأهميّة العمل على بناء الإنسان الفلسطيني الصامد والمثقّف.