المفوض العام للأونروا:يجب حل أزمة اليرموك لتفادي أزمات سياسية وإنسانية خطيرة

قال فيليبو غراندي، المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)، إن معالجة الأوضاع المأساوية والمنافية لحقوق الإنسان التي يتعرض لها السكان الفلسطينيون في المخيمات السورية وغيرها ضرورية وأساسية لتفادي أزمات سياسية وإنسانية خطيرة حاليا، تهدد السلام مستقبلاً في المنطقة العربية.

جاء ذلك خلال محاضرة ألقاها غراندي في جامعة بيرزيت، اليوم الخميس 20 آذار 2014، بعنوان: "الأونروا: التجربة والتحديات"، وذلك بحضور رئيس الجامعة د. خليل هندي وعميد كلية الحقوق والإدارة العامة د. عاصم خليل، وحشد من الطلبة وأعضاء الهيئة التدريسية في الجامعة.

وكان خطاب السيد غراندي، آخر خطاب رسمي كمفوض عام للأونوروا، وقد اختار جامعة بيرزيت لالقاء هذا الخطاب لأهمية الجامعة ومركزها من جهة، وحرصه على أهمية التعليم في فلسطين من جهة أخرى.

وأضاف غراندي:" أن 70% من لاجئي مخيمات اليرموك قد جرى تهجيرهم، وتبدو الخيارات ضيقة أمامهم وربما كانت خطورتها بموازاة تهجير الفلسطينيين من أرضهم ومنازلهم عام 1948، ولعل الخطورة الحالية أكبر، إذ كان الفلسطينيون في عام 1948 يعرفون الى أين يذهبون ويُرحب بهم في البلدان العربية التي توجهوا اليها، أما الآن، فترفضهم معظم دول المنطقة والعالم، وهم مشتتون ولا يعرفون الى أين يذهبون، فضلا عن الجوع والمرض الذي يتعرضون له في الأشهر والسنوات الماضية. كما أن المؤسسات الدولية والدول الكبرى لا تساعدهم بما فيه الكفاية."

وفي حديثه عن أوضاع اللاجئين في قطاع غزة، قال غراندي أن الإحتلال الاسرائيلي يعيق عملية التنمية في مدينة غزة، والتي يتواجد بها اكثر من مليون لاجئ، ويعاني  سكانها من حصار خانق هو الأطول والأكبر تاريخياً، حيث لا يوجد مدينة في العالم تحاصرت لسنوات عدة مثلما يحصل في غزة، وأمام مراى وصمت العالم أجمع، وقارن الحصار القائم على قطاع غزة بحصار برلين، وسراييفو.

كما وانتقد غراندي بعض الإدعاءات التي توجه لوكالة غوث اللاجئين بأنها منظمة لها دور سلبي على اللاجئين وأنها عائق أمام السلام، وقال: "تهدف الوكالة إلى الإهتمام باللاجئين وتوفير المساعدات والتعليم والخدمات الطبية التي تتناسب وإنسانيتهم، وتسعى إلى تحقيق العدالة وتدعم صمود اللاجئين وتؤكد على الالتزام المشترك من قبل جميع أطراف المجتمع الدولي لتحقيق السلام العادل والدائم ".

وفي حديثه عن المفاوضات التي تجري حالياً، قال غرادي "لا يمكن أن يكون هناك سلام في المنطقة والوصول إلى حلول عادلة ترضي جميع الأطراف، دون ضمان عودة اللاجئين إلى ديارهم التي هجروا منها، او ايجاد حلول لقضيتهم"، مؤكداً أن اللاجئين الفلسطينيين حالياً لا يثقون بالمجتمع الدولي بينما يثقون "بالأنروا" والدليل على ذلك استمرار ارسال أبناء اللاجئين إلى مدارس الغوث"، متناولاً أهمية التعليم بالنسبة للفلسطينيين، حيث لا يمكن التطور وتحقيق التنمية دون أن يتم التركيز على العلم والمعرفة.

من جهته رحب د. هندي بالسيد فيليبو غراندي، وأثنى على الأدوار التي تقوم بها الوكالة لدعم ومساندة اللاجئين الفلسطنيين سواء في فلسطين أو في الدول العربية المختلفة، خاصة سوريا. وقال أن جامعة بيرزيت تهتم بموضوع اللاجئين بشكل خاصة حيث يقدم معهد إبراهيم أبو لغد للدراسات الدولية في الجامعة تركيزاً خاصاً بقضية اللاجئين.

وفي نهاية المحاضرة تم فتح باب النقاش أمام الطلبة لتوجيه أسئلتهم واستفساراتهم للمفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين.