جامعة بيرزيت تستضيف رئيس نادي الأسير قدورة فارس

استضافت جامعة بيرزيت يوم الخميس 5 شباط 2015؛ الأسير المحرر ورئيس نادي الاسير الفلسطيني قدورة فارس. وجاء ذلك بدعوة من دائرة الفلسفة والدراسات الثقافية ضمن مساق جديد طرحه د.عبد الرحيم الشيخ تحت عنوان "دفاتر السجن: الحركة الفلسطينية الأسيرة" للحديث عن بدايات تشكل مفهوم الحركة الفلسطينية الأسيرة من داخل السجون الصهيونية ونشوء نادي الأسير الفلسطيني. ويعد مساق دفاتر السجن الأول من نوعه في الجامعات الفلسطينية كافة وهو مساق مشترك بين طلاب البكالوريوس وطلاب الماجستير من مختلف التخصصات. ومن موضوعاته: الحركة الفلسطينية الأسيرة، سنوات الرصاص الفلسطينية، الاعتقال، أساليب التحقيق، غرف العصافير، فلسفة المواجهة، الأنظمة القضائية الصهيونية، الاعتقال الإداري، الحياة التنظيمية، الحياة الاجتماعية، دفاتر السجن-كتابات الأسرى، وثيقة الأسرى، أطفال النطف، الحملات الفلسطينية والدولية لتحرير الأسرى، عمليات التبادل، المؤسسات والجمعيات الفلسطينية والدولية للأسرى، الأسرى يعودون هذا الأسبوع: الخطابات السياسة والثقافية والاجتماعية للأسرى المحررين. ويسعى هذا المساق الى عقد سلسلة من المحاضرات العامة بعنوان "سلسلة ندوات الحرية" يستضيف فيها كل مرة أسيرًا محررًا للحديث عن واحدة من موضوعات المساق.  وقد شهد هذا المساق اقبالًا وترحيبًا كبيرًا من طلاب الجامعة إذ بلغ عدد المسجّلين رسميا في المادة ما يزيد عن الأربعين طالبًا هذا عدا عن عدد كبير من الطلاب الضيوف والمستمعين من طلاب الجامعة ومن خارجها.

وتحدث فارس خلال المحاضرة عن مفهمة الحركة الوطنية الأسيرة وبدايات تشكلها حتى عام 1994، بالإضافة إلى أساليب التعذيب والاستفزاز التي واجهها ولا يزال الأسرى داخل المعتقلات الصهيونية وذلك لكون الحركة الأسيرة هي حركة ممتدة وغير منقطعة عن الحركة الوطنية الفلسطينية خارج المعتقل. هذا وأشار فارس إلى أن بدايات تشكل وتطور الحركة الفلسطينية الأسيرة ابتدأت منذ الاعتقال الأول للفدائي الفلسطيني محمود بكر حجازي عام 1965. لقد بدأت الحركة عام 1968 أولى تجاربها بسلسلة من الاضرابات عن الطعام داخل سجن نابلس، وكان أشهرها اضراب عام 1977_1978 وإضراب عسقلان لسبعة أيام متواصلة في سنة 1970 ، والذي مثل مقاومةً للاحتلال وسياساته الهادفة الى زعزعة روح النضال عند الأسرى وكسر إرادتهم باختلاف وسائل التعذيب، وقد خسرت الحركة الأسيرة في هذه المعركة عدداً من مناضليها الذين استشهدوا أثناء الإضراب، وكان أوّلهم الشهيد عبد القادر أبو الفحم والذي ارتقى في اليوم السابع.

وأكد فارس على المستوى العالي من التنظيم والانضباط عند الحركة الفلسطينية الاسيرة في مقاومتها للعدو. على الرغم من كونها تختلف عن غيرها من حركات المقاومة خارج المعتقل بمقاومتها للعدو وجها لوجه وتحت قيد سلاسله وتعذيبه، الا انها وعلى الرغم من القهر الذي يفوق التحمل استطاعت ان تحقق جزءا من مطالبها وان تحسن من شروط الأسر، وإن كان هدف الأسر الحقيقي يقتضي إلغاءه تماما بالتخلص النهائي من العدو الصهيوني.
وليس ذاك فحسب بل استطاعت الحركة الاسيرة أن تحقق وجودها الفعلي والنضالي على الساحة الفلسطينية فقد أدركت منذ البداية أن مواجهة الاحتلال الصهيوني يقتضي مواجهة منظمة وجماعية. وبالرغم من الامكانيات القليلة المتوفرة لديها إلا أنها تمكنت من تحقيق ظروف اعتقال أقرب لان تكون انسانية، وإن كان السعي الأكبر نحو التخلص من العدو ونيل الحرية والتحرر.

وكذلك استطاعت الحركة الاسيرة من إعادة مأسسة هيكلها الداخلي وبلورة أطرها التنظيمية والحزبية من داخل المعتقل لتصب في نفس الهدف الذي يسعى إليه جميع الأسرى على اختلاف تنظيماتهم. وتمكنت من إرساء مجموعة من القيم التي تحكم العمل الجماعي إلى أن حققت قدرا عاليا من الالتزام والانضباط تجلى في اضرابات الأسرى الموحدة عن الطعام والانتخابات التمثيلية للحركة الاسيرة داخل المعتقل بالإضافة الى وثيقة الوفاق الوطني التي صاغها الاسرى في السجون إثر الانقسام الفلسطيني الدامي عام 2006.