جامعة بيرزيت ستفتقد صديقها الأكاديمي والحقوقي د. نصير عاروري

في العاشر من شباط المنصرم، تُوفي صديق الجامعة د. نصير عاروري، تاركًا وراءه إرثا أكاديميا غنيا، إضافة إلى مسيرة رائدة في مجال حقوق الإنسان، أكسبته احتراما وتقديرا على المستويين العربي والعالمي. وإلى جانب وطنيته وقوميته التي سخرها لخدمة القضية الفلسطينية والقضايا العربية، كان العاروري من أهم المراجع الموثوقة في السياسة الأميركية في الشرق الأوسط، وخصوصا فيما يتعلق بقضية فلسطين.

وكان معهد إبراهيم أبو لغد للدراسات الدولية، عقد في نيسان عام 2011، مؤتمرا بمناسبة الذكرى السنوية العاشرة لرحيل البروفيسور إبراهيم أبو لغد، استضاف فيه مجموعة ممن عايشوه ورافقوه، ومن بينهم كان الأكاديمي والباحث العاروري. وكان العاروري شارك عام 2010 في لقاء طاولة مستديرة بعنوان العرب في أميركا والوسط السياسي الحي: دور المثقفين في شؤون الجاليات العربية، طرح فيها العاروري سؤالا جوهريا حول موقع ومكانة المجتمعات العربية بالنسبة للخريطة السياسية الأميركية وما إذا كان تم استيعابهم أو طردهم بشكل مركزي من الإطار السياسي.

خلف الراحل عددًا من المؤلفات حول القضية الفلسطينية، وخسرت جامعة بيرزيت والمجتمع الفلسطيني بشكل خاص، وكل الباحثين عن الحرية والمدافعين عن حقوق الإنسان، برحيله قامة عالية، وأكاديميًا متميزًا له محاضرات قيمة، وقد تبوأ مراكز عليا في مؤسسات حقوقية عالمية.

ولد د. العاروري في القدس عام 1934 وحصل على شهادة الدكتوراة في العلوم السياسية من جامعة ماساتشوستس- أمهرست، وعمل كأستاذ في جامعة ماساتشوستس- دارتموث في الفترة بين 1965-1998، وتقاعد بمرتبة أستاذ مستشار في العلوم السياسية من نفس الجامعة. كما كان العاروري عضوا في المجلس الوطني الفلسطيني والمجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية. وكرس وقته لبناء وتقوية المؤسسات الفلسطينية والعربية في الولايات المتحدة، فكان أحد مؤسسي رابطة الخريجين العرب- الأميركيين في عام 1968، وهي أول مؤسسة عربية أنشئت في أميركا الشمالية ضمت أكبر تجمع للأكاديميين العرب خارج الوطن العربي، وترأسها لدورتين متتاليتين.

وفي عام 1998، شارك في تأسيس معهد الدراسات العربية (تاري) في بوسطن، وتولى رئاسة مجلس إدارتها حتى عام 2006.

أما في المجال الحقوقي، فقد كان عاروري عضوا في "الهيئة الفلسطينية المستقلة لحماية حقوق المواطن" في (رام الله) منذ تأسيسها عام 1994، وعضوا مؤسسا في الجمعية العربية لحقوق الإنسان في عام 1982، ومشاركا رئيسيا في صياغة "الميثاق العربي لحقوق الإنسان" سنة 1986، وعضوا في مجلس إدارة منظمة "هيومن رايتس ووتش/ الشرق الأوسط" بين العامين 1990 و1992، وعضوا في مجلس إدارة منظمة العفو الدولية/ أميركا "آمنستي إنترناشيونال" لثلاث دورات بين 1984 و1990. كما شمل نشاطه عضوية مجلس إدارة "فصلية العالم الثالث" (لندن)، وصندوق القدس- مركز فلسطين (واشنطن العاصمة)، والمعهد الدولي للتحقيقات الجنائية (لاهاي).

وللراحل العديد من المؤلفات، من أبرزها: "المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي" 1970، "عدو الشمس: قصائد المقاومة الفلسطينية" مع إدموند غريب، "الاحتلال: احتلال إسرائيل لفلسطين" 1983، "عرقلة السلام: الولايات المتحدة، إسرائيل، والفلسطينيين" 1995، "اللاجئون الفلسطينيون: حق العودة" 2001، "الوسيط غير النزيه: دور الولايات المتحدة في إسرائيل وفلسطين" 2003، "فلسطين والفلسطينيون: تاريخ اجتماعي وسياسي" 2006 مع سميح فرسون، وأخيرا "الإرث المر: الولايات المتحدة في الشرق الأوسط" 2014.