دائرة العلوم السياسية تشارك في ندوة مقاطعة الأسرى الفلسطينيون لمحاكمَ الاحتلال بين الرؤية والتنفيذ

قاطعة محاكم الاحتلال نهج مطلوب على أن تكون بحاضنة شعبيّة سياسيّة فصائليّة تسند الأسرى بجبهتهم الوطنية والنضالية، هذا ما أجمع عليه المتحدّثون والمعقّبون في ندوة أجريت مساء الجمعة 8 كانون الثاني 2023، تزامنا والذكري 36 لانطلاقة انتفاضة الحجارة، عبر تقنية "زووم"، تحت عنوان "الأسرى الفلسطينيون ورؤية مقاطعة الاحتلال"، والتي جرى خلالها إعادة قراءة للوضع القانوني للأسرى الفلسطينيين، وعرض أولى لرؤية الأسير القائد مروان البرغوثي حول مقاطعة محاكم الاحتلال.

"المقاطعة جبهة مقاومة"، ولكن لم تولِ الحركة الوطنيّة الفلسطينيّة الاهتمام الكبير لها، هذا ما أكدّه رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحرّرين الوزير قدورة فارس، معبّرا عن استغرابه من ذلك، مضيفا خلال مداخلته -التي قدّم فيها رؤية القائد البرغوثي حول مقاطعة محاكم الاحتلال- أنّ العلاقة بين شعب مُحتّل والاحتلال هي علاقة تضاد، وبأن المقاطعة الشاملة يجب أن تكون محل البحث والتطوير لتنتقل إلى مرحلة قرارات وإجراءات للتنفيذ، مؤكدا على دور الفصائل والتنظيمات في تحقيق ذلك. وقد أشار فارس إلى رؤية البرغوثي قائلا: "بدأنا في النقاش على أساس أن نطور الرؤية لتحضيرها لوضعها على طاولة كافة الفصائل، لكي يفرد لها وقتا للنقاش، قبل أن يجري تبنيها ونذهب باتجاه تنفيذها". ومن جهته أشار د. رشاد توام، الأستاذ غير المتفرغ في جامعتي بيرزيت والاستقلال -خلال إدارته للندوة- إلى أنّ رؤية البرغوثي حول مقاطعة محاكم الاحتلال ليست وليدة اليوم، وإنما كان جاري العمل على تدارسها منذ مدة، قبل تكثيف ذلك خلال الستة أشهر الأخيرة، مضيفا بأن توقيت هذه الندوة، وعرض الرؤية خلالها، ليس من اختيار القائد البرغوثي الذي جرى عزله داخل السجن، كما غالبية الأسرى الآخرين، منذ 7 تشرين الأول 2023

تنطبق على الأسرى الفلسطينيين اتفاقية جنيف الثالثة وليست الرابعة، التي (أي الثالثة) لا تجيز الإبقاء على أي أسير حرب بعد انتهاء المواجهات بين أطراف النزاع، هذا ما أكده د. معتز قفيشة، أستاذ القانون الدولي في جامعة الخليل، مستندا في مداخلته على خلاصة دراسة علمية أعدها بالشراكة مع الأستاذ إحسان عادل المدبوح، ونشرت مؤخرا في مجلة علمية محكمة بالإنجليزية، مؤكدا على أن حجّة البحث تعتمد على انضمام فلسطين إلى اتفاقية جنيف الثالثة (وأخواتها الثلاثة الأخرى) عام 2014، مما يخلق تغييرا جذريا في وضع المحتجزين لدى "إسرائيل".

الحاضنة الشعبية، مأسسة العمل، أهميّة الجبهة، نقاط أكد عليها المتحدثون خلال الندوة، وهم رئيس جامعة استقلال أ.د. نور الدين أبو الرّب خلال افتتاحه للندوة، وكذلك خلال تعقيب كل من نقيب المحامين الفلسطينيين المحامي فادي عباس، ورئيسة دائرة العلوم السياسية بجامعة بيرزيت د. غادة المدبوح، والأسير المحرر والمحاضر في الحركة الأسيرة بجامعة القدس الأستاذ ضرغام الأعرج. من جهته أكد المحامي جواد بولص خلال تعقيبه على أن الموقف الأساسي يكمن في عدم شرعيّة المحاكم الإسرائيلية ، مضيفا "هذه المحاكم فكّر الاحتلال في تأسيسها عام 1966 كي تكون وتشكّل ذراعا يتمم ويصوغ نهايات الممارسات الاحتلاليّة"، طارحا بولص سؤالا من يبدأ؟ مضيفا "برأيي مسودة رؤية الأخ مروان هي مهمة جدا، فلو كان هناك جهابذة المحاميين يقفون أمام المحاكم الإسرائيلية ليدافعوا عن الأسرى الفلسطينيين فالنتيجة ستبقى واحدة". كما أشار نقيب المحامين إلى غياب أدنى معايير الحقوق للأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية وغياب مطلق للمحاكمة العادلة، كما أكد على أهمية الحاضنة لفكرة المقاطعة لدى الحركة الأسيرة ذاتها، كون الخوف أن يصبح هناك بديلا عن المحامين الفلسطينيين في المحاكم الإسرائيلية، مقترحا أن يكون هناك بدايةً خطوة قانونيّة أولى لتسليط الضوء على إنفاذ اتفاقية جنيف الثالثة باعتبار الأسرى الفلسطينيون هم أسرى حرب، وعلى أن تكون الانطلاقة بالأحكام الإدارية غير المشروعة.

هذا وقد نظمت هذه الندوة جامعة الاستقلال بالشراكة مع هيئة شؤون الأسرى والمحررين، والحملة الشعبيّة لحرية القائد مروان البرغوثي وكافة الأسرى، وجامعة بيرزيت، ونقابة المحامين الفلسطينيين، ومنظمة القانون من أجل فلسطين.