دائرة العلوم السياسية تنظم محاضرة عامة حول القيادة الفلسطينية

نظمت دائرة العلوم السياسية بالتعاون مع الأرشيف الرقمي في معهد أبو لغد للدراسات الدولية يوم الإثنين 27 نيسان 2015 محاضرة عامة بعنوان "دراسات في القيادة الفلسطينية: مفتي القدس الحاج أمين الحسيني في مذكرات معاصريه"، قدمها أستاذ العلوم السياسية في الجامعة سميح حمودة، وأدارها د. مراد شاهين.

وقد أكد حمودة خلال مداخلته أن هذه الدراسة تغوص في المساحة المشتركة بين السياسة والتاريخ، فمن خلال دراسة الفكر والممارسة السياسية للقيادة الفلسطينية وعلاقاتها مع القوى المحلية والعربية والدولية نستطيع أن نفهم بشكل صحيح أسباب الهزيمة التي حلّت بشعبنا، ولماذا عجزنا عن تحقيق أي هدف من أهداف المشروع الوطني الفلسطيني، مؤكدا على ضرورة نزع هالة القداسة عن القيادات، ودراستها ضمن أوضاعها التاريخية الواقعية التي عاشتها.

وقد وضَّح حمودة أهمية الاستناد لليوميات والمذكرات في الدراسة السياسية التاريخية كونها تتحدث بكل صراحة عن تفاصيل القضايا وتسرد وقائع وأحداث لا تهتم بها المصادر الأخرى، وذكر اليوميات المنشورة والمخطوطة التي يستند إليها في دراسته لقيادة المفتي للحركة الوطنية، وشرح حمودة أن القيادة الفلسطينية خلال مرحلة الانتداب أولت اهتماماً كبيراً بشخصها ونفوذها أكثر من الاهتمام بالمصلحة الوطنية، مما جعلها تغض النظر عن عدد من باعة الأراضي لليهود طالما أنهم موالون لها، فكان هذا مدخلاً إلى شرعنة الفساد، الذي لم تعد محاربته أمرا مبدئيا وإنما أخذ يخضع لاعتبارات مصلحية منها مقدار القرب أو الولاء للقيادة.

ومن ضمن النتائج التي خلصت إليها الدراسة والتي تتعلق بقضية اغتيال المعارضين، أوضح حمودة أن الحاج أمين الحسيني قام باغتيال عددٍ كبير من معارضيه السياسيين، وهو أمر أكده أحد أقاربه في مذكراته، وقد تكرر اللجوء لاغتيال المعارضين أكثر من مرة خلال الثورة الفلسطينية.

من جانبه أكد استاذ العلوم السياسية د.مراد شاهين أن هذه الدارسة هي استحضار للأحداث من التاريخ، التي لو وضعت في سياقها الموضوعي لظهرت قريبة جدا من الحاضر، وأن هذه الدراسة تنبع أهميتها من كونها تفتح الباب أمام دراسة القيادة السياسية الفلسطينية دراسةً علمية بعيدة عن العواطف والمصالح الحزبية والشخصية، مؤكدا في الوقت نفسه على صعوبة الأمر وحساسيته.