دائرة الإعلام تنظم ندوة حول "داعش"

قال مدير مركز رام الله لدراسات حقوق الانسان د. اياد البرغوثي أن داعش ليست مسألة إستثنائية ولا جديدة على التاريخ الإسلامي، وأن المشكلة تكمن في طريقة استخدام الفكر الديني، وهو ما يمارسه الإنسان استنادا لما يعتقد أن الدين مبني عليه". جاء ذلك خلال ندوة بعنوان " داعش (التاريخ، الصورة، الدين)" نظمتها دائرة الاعلام في جامعة بيرزيت يوم الأربعاء 18 آذار 2015، وشارك فيها إضافة للبرغوثي كل من: أستاذ الإعلام في جامعة بيرزيت د. وليد الشرفا، والأديب أ. وليد الهودلي، وأدارها رئيس دائرة الإعلام  د. بسام عويضة.

وقال د. البرغوثي إن ما تقوم به داعش  من حرق وقتل هو مشابه لما قام ويقوم به الاحتلال الاسرائيلي، مبيناً أن هناك فرق بين العلماء والسياسيين في الحركات الإسلامية، فالسياسي الإسلامي أقل تطرفا، لأن العلماء مرجعهم هو النص وليس الواقع، وأن انتشار مفهوم القتال في أفغانستان وسوريا والعراق وغيرها من الدول، ألغى مفهوم الوطن مقابل مفهوم الدين.

وقدم د. عويضة عرضاً  بآخر إحصائية صدرت عن المركز الدولي لدراسة التطرف، والتي قالت إن نحو 12 ألف مقاتل أجنبي يقاتلون في سوريا والعراق تحت اسم 'داعش'، وفدوا من 80 دولة، وإن عدد الفرنسيين المنضمين لداعش بلغ 1200 مقاتل، كما ارتفعت أعداد الوافدين لصفوف التنظيم من دول بريطانيا وبلجيكا ونيوزيلندا والسويد وفنلندا والدنمارك والنرويج، وسجلت السعودية العدد الأكبر للملتحقين في صفوف داعش بنحو 2500 مقاتل، تليها المغرب بـ1500 مقاتل، ثم ليبيا والأردن.

من جهته رأى الشرفا أن 'داعش' تقدم صورة على مستوى الإعلام، كآلية انتقامية، ولا تقدم مسافة بين التأمل والفعل، ولا تحضر القوة في الصورة، لأن القوة هي في الواقعية وفي الحقيقة نفسها، وتستخدم الأسود لون السيادة، واللون البرتقالي في الإعدامات التي تنفذها، هو انتقام ورد على لون 'غوانتنامو' البرتقالي، لون الموت والانتقام يعود على من اخترعوه.

وأضاف "أن داعش تتعامل على أساس أنها الحق المطلق، من خلال صور الدم والعنف التي تنشرها، وتسعى لإعادة الاعتبار للدم المقدس من خلال القتل، مما يؤدي إلى الانتقال من طهارة القتيل إلى طهارة القاتل".

واعتبر الهودلي أن التركيز على 'داعش' هدفه إبعاد الأنظار عن القضية الفلسطينية وجرائم إسرائيل، وأن الفكر السياسي الإسلامي قطع شوطا طويلا في تقديم صورة مشرقة للإسلام، وحلا ومشروعا جيدا لمشكلات العصر، تسعى 'داعش' لتخريبها، لأنها لم تقدم أي رسالة حضارية أو فكرية، وأنه يجري تشويه لصورة الإسلام بعد انتشاره بشكل كبير في أوروبا.

وقال إن الفهم الإسلامي متعدد وواسع ويحتمل الاختلاف، وعند التعاطي مع النص الديني فإن هناك من يذهب إلى تفسيره بطريقة متشددة، طريقة التطرف والتضييق، أما الإنسان الواعي فيفسره بطريقة أن مقاصد الإسلام هي خلق السعادة للناس والهدوء، وأنه لا يجوز إسقاط فتاوى ابن تيمية في عصرنا الحديث، وأن لا يكون الإسلام مُستغلا من قبل البعض لتحقيق أهداف غير واضحة.