دائرة الهندسة المعمارية تقيم يوماً مفتوحاً للحرف التقليدية في الخليل وبيت لحم

الخليل- نظمت دائرة الهندسة المعمارية في جامعة بيرزيت، يوماً مفتوحاً للحرف والصناعات التقليدية في محافظتي الخليل وبيت لحم، وذلك تتويجاً لمرحلة طويلة من العمل مع المؤسسات الحرفية، ضمن مشروع ( الشبكة الثقافية لمنطقة حوض البحر الابيض المتوسط لتعزيز الابداع في مجالات الفنون والحرف والتصميم الابداعي بهدف تجديد مجتمعات المدن التاريخية MEDNETA )).

وأقيم اليوم المفتوح تحت رعاية السيد كامل حميد محافظ الخليل، وبحضور كل من د. داوود الزعتري رئيس بلدية الخليل، و د.أحمد رجوب مدير عام السياحة والآثار في المدينة، والمهندس غسان ادريس مدير لجنة اعمار الخليل، ومديرية التربية والتعليم في المدينة، وغرفة تجارة وصناعة الخليل، واتحاد الحرف التقليدية ، وجمعية سيدات الخليل الخيرية، وكلية دار الكلمة في بيت لحم، بالإضافة إلى جامعتي الخليل وبوليتكنك فلسطين، وجمعية السموع الخيرية.

وتخلل اليوم المفتوح الذي أقيم داخل قاعة البلدية، معرضاً اشتمل على العديد من المصنوعات الحرفية التقليدية كالخزف والفخار والمطرزات والشمع والحلي وغيرها.

افتتح المعرض بكلمة ترحيبية لمدير المشروع د.شادي غضبان، الذي أشار إلى أن مشروع تعزيز الإبداع في مجالات الفنون والحرف اليدوية يأتي كثمرة لجهود تعاونية بين مجموعة من المؤسسات الواقعة في حوض الابيض المتوسط من الدول الاوروبية والعربية، مثل اليونان وايطاليا وفلسطين ولبنان وتونس، وذلك سعياً لتطوير التصميم الإبداعي، وتجديد العلاقة بين المجتمعات المحلية وأصحاب الحرف، ولتعزيز العلاقة بين المجتمعات المحلية وهذه الحرف.

من جانبه شكر السيد كامل حميد كل من ساهم في تنظيم اليوم المفتوح، مشدداً على مكانة مدينة الخليل وتاريخها العريق، ومثمناً دور الحرفيين فيها من أجل تطوير مجالات حرفهم ونقلها الى العالم، معتبراً إياهم فنانين ومبدعين. وأشار حميد الى محاولات الاحتلال الاسرائيلي في طمس الهوية الفلسطينية عن طريق سرقة التراث الفلسطيني الاصيل ونسبها الى التراث الإسرائيلي، داعياً كافة الوزارات والمؤسسات المعنية الى الحفاظ على هذه الحرف وتطويرها.

وتحدث د. داود الزعتري عن تاريخ الصناعات التقليدية في مدينة الخليل، ودور المشروع في تطوير هذه الصناعات وتسويقها عالميا، بحيث يدعم العائد الاقتصادي التي تعود به تلك الصناعات على اصحابها، وعلى مدينة الخليل بشكل عام. وطالب الزعتري كافة المؤسسات الرسمية للعمل على تطوير هذا القطاع والنهوض به، ليصبح من اهم الصناعات الوطنية في فلسطين، والإسهام في خلق وإيجاد فرص عمل للأجيال القادمة، من أجل نقل هذا الموروث لهم.

بدوره، تحدث د. احمد الرجوب عن الوضع السياسي القائم في مدينة الخليل، ومدى تأثير هذا الوضع على اقتصاد المدينة، وأكد على أهمية دور الصناعات التقليدية في ترسيخ الهوية الفلسطينية، وقدرتها على جذب السياحة وتحريك عجلة الاقتصاد في المدينة، وذلك بالرغم من المحاولات الاسرائيلية المتعددة لسرقة المخزون الثقافي الفلسطيني، ونوه الى دور وزارة السياحة والآثار في تنمية الحرف التقليدية ودعمها وإعادة احيائها، ومساهمتها في العملية الاقتصادية والاجتماعية.

وفي كلمة له، اشار الأستاذ عاطف الجمل المدير الفني لمديرية تربية الخليل الى الجهد الذى تقوم به المديرية لدعم هذا القطاع، من خلال المدارس المهنية كمدرسة الخزف في الخليل، ودور مدرسيها في نقل التراث الى الاجيال القادمة، كما دعا وزارة السياحة والآثار الى اصدار منشورات وكتيبات عن المناطق الاثرية في المدينة لتعريف الطلبة بهذه المناطق.

وتحدث المهندس غسان ادريس، عن دور لجنة اعمار الخليل في الحفاظ على المباني الاثرية والمعالم التاريخية في مدينة الخليل، وذلك من خلال ترميم هذه المباني والاسواق، واعادة احياء البلدة القديمة وانشاء اكاديمية لتعليم الحرف القديمة كالبناء العربي والنجارة العربية وغيرها، مضيفا ان مثل هذه الفعاليات تساهم بفاعلية في تطوير وتشجيع السياحة في البلدة القديمة.

من جهته، قدم السيد محي الدين سيد أحمد من غرفة صناعة وتجارة الخليل شرحاً عن دور الغرفة في تسويق منتجات الحرفيين الى جميع انحاء العالم، والدور الذي مارسته في نشر هذه المنتجات سواء محليا او عالميا او على الانترنت.

وخلال كلمة ألقاها السيد نادر التميمي عن اتحاد الصناعات التقليدية، تحدث عضو الاتحاد عن وجود اكثر من ١٧ حرفة مسجلة في الخليل، وقدم التميمي نبذه عن جميع الحرف وتاريخها، وأشار الى العوائق التي تواجه الصناعات التقليدية في مدينة الخليل والانتهاكات الاسرائيلية بحق الحرفيين، مطالباً الجهات الرسمية بعمل يوم وطني للحرف والصناعات التقليدية في فلسطين اقتداءً بما هو معمول به في دول المغرب العربي، وكذلك عالمياً حيث تم تخصيص يوم سنوياً للاحتفاء بهذه الحرف.

وفي كلمة القاها السيد بنغيتوس ستراتيكس نيابة عن الجامعة التقنية الوطنية في اثينا، شكر السيد ستراتيكس الجميع على تفاعلهم مع فعاليات اليوم المفتو، وأعرب عن سعادته كون جامعة بيرزيت شريكا في هذا المشروع وأشار الى نجاح المشروع في عامه الأول، متمنيا أن يستمر هذا النجاح والانجازات خلال العام القادم

يذكر إلى أن اليوم المفتوح ضم بالإضافة إلى معرض الحرف اليدوية، نشاطات فنية كالدبكة والغناء وإلقاء الشعر، واسهم اليوم المفتوح في في دعم التاجر الفلسطيني وتحسين ظروفه الاقتصادية، من خلال إقبال الزائرين على المكان وزيادة عملية الطلب والشراء على المنتجات المعروضة.

وتجدر الاشارة هنا الى أن محافظ الخليل السيد كامل حميد دعم فكرة تنظيم يوم سنوي للحرف والصناعات التقليدية، وطلب من الجهات المعنية التنسيق فيما بينها ومع المحافظة من أجل تجسيد هذه الفكرة على أرض الواقع.