دراسة جديدة لموسى سرور حول اشكالية العلاقة بين السياسي والروحي والفضاء المكاني

 

قدم أستاذ   التاريخ الحديث والمعاصر في جامعة بيرزيت  د. موسى سرور دراسة جديدة موسومة بـ":اشكالية العلاقة بين السياسي والروحي والفضاء المكاني: التراث الصوفي في القدس أنموذجا". منشورة في المجلة العربية للثقافة . في عددها الخاص (التراث الصوفي في البلدان العربية). وهي مجلة اكاديمية سنوية محكمة صادرة عن المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم . جامعة الدول العربية. السنة الاربعون . عدد 68 صفحات من 95- 139.

تشكل هذه الدراسة احدى مخرجات الحقل البحثي الكبير الذي يعمل عليه د. سرور منذ سنوات طويلة حول القدس والملكية العقارية فيها ومؤسساتها الوقفية وتراثها المعماري والثقافي ونخبها وعلمائها. وما يتضمن ذلك من دراسة

الوقف واحكامه وتطبيقاته في القدس واشكالية العلاقة بينه وبين الدولة السلطانية العثمانية وأنظمة ما بعد العثمانية ؛ كإحدى تفرعات الملكية العقارية وتراثها المعماري والثقافي واشكالياتها في ظل تكالب استعماري وصهيوني على الاستحواذ عليها لتحقيق المشروع الاستعماري الاستيطاني. يأتي ذلك انطلاقًا من التنقيبات الأرشيفية من محلية وإقليمية وعالمية والتي تساهم بالكشف عن المستور في تاريخ هذه العلاقة فيما يتعلق ليس فقط بالاوقاف الاسلامية وإنما أيضا بالأوقاف غير الإسلامية من مسيحية ويهودية.

ولهذا لا تعالج هذه الدراسات قضايا تاريخية أصبحت نسيا منسيا، وإنما قضايا ما مازلت فاعلة ومؤثرة على الساحة الفلسطينية وتفاعلاتها الدولية .

تشكل هذه الدراسات نتاج تنقيبات ارشيفية محلية ودولية متعددة المشارب واللغات . وتتخذ من التكاملية والتركيب الفسيفسائي للوثائق الأرشيفية والتحليل النقدي منهجا.

فالتراث الصوفي بشقيه المادي والروحي وبنظامه الوقفي أسهم ليس فقط بأداء دور وظيفي روحي وخدماتي للمجتمع المحلي فقط وإنما لعب أيضا دورا سياسيا منذ تحرير صلاح الدين الايوبي للقدس إلى اليوم وذلك عبر استخدام المؤسسات الصوفية كأداة للحفاظ على الهوية والموروث الديني والثقافي للمدينة المقدسة ومقاومة الفكر الدخيل. إذ شكلت وهذه المؤسسات الصوفية لبنة أساسية في الفكر السياسي والغذاء الروحي والفضاء المكاني في المدينة المقدسة الى يومنا الحالي وهذا ما تعالجه هذه الدراسة الجديدة.