بيرزيت تعقد مؤتمراً حول دور الحركة الطلابية في الجامعات الفلسطينية

عقدت عمادة شؤون الطلبة في جامعة بيرزيت، اليوم الاثنين 15 كانون الأول 2014، مؤتمراً بعنوان: دور الحركة الطلابية في الجامعات الفلسطينية: مراجعة نقدية "جامعة بيرزيت نموذجا"ً، حيث ضم المؤتمر العديد من المتحدثين الذين ساهموا في اثراء العمل الوطني والطلابي في جامعة بيرزيت على مدار السنوات الماضية.

افتتح المؤتمر رئيس الجامعة بالوكالة د. عادل الزاغة مثنياً على أهمية نقاش موضوع الحركات الطلابية في الجامعات الفلسطينية بشكل عام، وجامعة بيرزيت بشكل خاص، لما له من أهمية في اغناء الدور النقابي والوطني لهذه الحركات، وتحدث د. الزاغة عن تجربته في الحركة الطلابية في جامعة بيرزيت والتي بدأت مع نهاية السبعينات، وعن علاقة الكتل المختلفة مع بعضها البعض، والأدوار الوطنية والإجتماعية والنقابية التي كانت تلعبها الحركة الطلابية في ذاك الحين.

من جهته أكد عميد شؤون الطلبة أ. محمد الأحمد مؤكداً  أن هذا المؤتمر يهدف إلى تسليط الضوء على  تجربة الحركة الطلابية في جامعة بيرزيت، والتي تعد من أغنى التجارب الطلابية في فلسطين، حيث كانت التحركات الوطنية تخرج من جامعة بيرزيت وتؤثر على الضفة الغربية أجمع. موضحاً أن المؤتمر لتوطين منبر حواري بين رؤساء وأعضاء مجالس الطلبة السابقين والحاليين، وذلك لخلق تجربة تساعد الاجيال القادمة في بلورة حركة طلابية فلسطينية تعمل وفق مبادئ وأهداف تدعم وجودها في الجامعات الفلسطينية.

وأضاف: "أن جامعة بيرزيت تعمل بشكل دائم لدعم وتقوية الحركة الطلابية في سبيل دعم استقلال الحركات الطلابية بقراراتها وأفكارها إلى حد ما، وهو ما يساهم في إغناء تجربة الحركة الطلابية عبر جعلها ساحة من الجدل الفكري الهادف".  

انعقد المؤتمر في ثلاثة جلسات ناقشت الجلسة الأولى، والتي أدارها أ. محمد الأحمد، وعقب عليها أستاذ العلوم السياسية د. علي الحرباوي،  جاءت بعنوان "تاريخ وتحول الحركة الطلابية"، بداية وتبلور الحركة الطلابية في جامعة بيرزيت وذلك بمداخلة قدمها عضو المجلس التشريعي بسام الصالحي،  متحدثا عن المناخ الديمقراطي في جامعة بيرزيت، والفلسفة التربوية التي حكمت جامعة بيرزيت وانطلقت من رؤية تنويرية وديمقراطية، وتحدث عن نضالات الحركة الطلابية ومشاركتها في القضايا الوطنية إضافة إلى التحالفات الحزبية فيما بينها.

أما المداخلة الثانية، فكانت  من سجن هداريم للقيادي مروان البرغوثي، وقدمها نيابة عنه أستاذ الدراسات الدولية د. أحمد العزم، فركز في مداخلته على فترة الثمانينات، والتي اعتبرها مرحلة "العقد الذهبي" في تاريخ الحركة الطلابية، حيث أثرت الحركة الطلابية الفلسطينية في هذه المرحلة بشكل كبير وتطورت مسيرتها، وزاد عدد الطلبة والجامعات والمعاهد، والتحق عدد كبير من أبناء الفئات الفقيرة بالجامعة، وتحدث أيضاً البرغوثي عن الدور الذي لعبته الحركة الوطنية الأسيرة في رفد الحركة الوطنية بالقيادات والكوادر.

أما الجلسة الثانية فكانت بعنوان: "مكانة وواقع الحركة الطلابية في جامعة بيرزيت"، وأدراتها عضو المجلس التشريعي خالدة جرار، وعقب عليها أستاذ السياسة أ. عماد غياظة، فتحدث فيها كل من: مساعد عميد شؤون الطلبة في جامعة بيرزيت أ. فضل الخالدي، بمداخلة بعنوان: "أثر الحركات الطلابية في تفعيل الديمقراطية لدى الشباب. ورئيس مجلس الطلبة في جامعة بيرزيت مصطفى مصطفى في مداخلة جاءت بعنوان: "دور ومكانة مجلس الطلبة في جامعة بيرزيت وتطلعاته المستقبلية، أما المداخلة الأخيرة في هذه الجلسة فكانت لرئيس مجلس طلبة جامعة بيرزيت السابق إياد حبيب وتحدث في مداخلته عن واقع الحركة الطلابية وعلاقتها بالفصائل الفلسطينية.

وفي الجلسة الثالثة والأخيرة  والتي أدارها د. عادل الزاغة وعقب عليها نائب رئيس الجامعة للتنمية والاتصال د. غسان الخطيب، قدم المتحدثون رؤية واستشراف لدور الحركة الطلابية في جامعة بيرزيت والجامعات الفلسطينية،  حيث تحدث أ. محمد الأحمد عن رؤية استشرافية تناقش سبل صياغة دستور موحد لمجالس الطلبة في الجامعات الفلسطينية، أما رئيس دائرة العلوم السياسية د. عبدا لرحمن الحاج ابراهيم فتحدث عن ضرورة  صياغة أولويات تتواءم والمرحلة القادمة للحركة الطلابية في الجامعات الفلسطينية.

وفي ختام المؤتمر أوصى  المشاركون بضرورة الاهتمام بالمشاركة النشطة للحركات الطلابية في الفعاليات الوطنية والفكرية والتراثية والثقافية، والتركيز على ديموقراطية التعليم بصفته عامل رئيسي للحركة الديموقراطية الطلابية، والتركيز على الدور المجتمعي للحركة الطلابية، ضرورة استمرار الحركة الطلابية في دورها الفاعل في المقاومة الشاملة للاحتلال، وتجسيد الوحدة الوطنية على قاعدة الشراكة والديمقراطية، والتأكيد على دور الكتل الطلابية ومجلس الطلبة كونها رأس حربة  الحركة الوطنية الفلسطينية، إضافة إلى ضرورة العمل على تطبيق نظام التمثيل النسبي بشكل فاعل وذلك لتحقيق المشاركة الجماعية بين كافة اطياف الكتل الطلابية.

كما وأوصى المؤتمر على  تعزيز دور ومكانة المرأة في مجلس الطلبة والكتل الطلابية من خلال نظام الكوتا، وتعزيز الاهتمام بانتخاب طلبة بصفتهم كأشخاص ليس لانتماءاتهم الحزبية. وضرورة التأكيد على الاستمرار في بلورة مأسسة العمل الطلابي على اسس ديمقراطية ترتكز على فكر ثقافي وسياسي يقبل التعددية، ويقدم نشاطات نقابية ويؤكد على دوره السياسي والنضالي، وتشكيل لجنة منبثقة عن هذا المؤتمر وبالشراكة مع الكتل الطلابية ومجلس الطلبة تكون مسؤولة عن العمل على تحديث مسودة دستور مجلس الطلبة في جامعة بيرزيت والعمل على اقرار دستور لمجلس الطلبة.