بيان صادر عن مجلس الجامعة

إنهاء مظاهر العنف في الجامعات أولوية وطنية

15-12-2021

عبر مجلس الجامعة في جلسته الدورية اليوم الأربعاء 15-12-2021 عن القلق البالغ من استمرار ظاهرة العنف الداخلي من قبل بعض الطلبة في الجامعة، واكد تصميمه على الاستمرار في بذل كل الجهود الممكنة لمعالجة هذا الظاهرة نظراً لتأثيراتها المدمرة على مسيرة الجامعة وقدرتها على تحقيق أهدافها، كما استنكر حادثة استخدام العنف الأخيرة المتمثلة في تكسير نوافذ وابواب في قاعة الشهيد كمال ناصر والتهجم على حرس الجامعة.

وتعقيبا على ما تم تناقله من فيديوهات وصور عبر منصات التواصل الاجتماعي، والتي تظهر عدداً من الطلبة يقومون بتكسير أبواب قاعة الشهيد كمال ناصر داخل الجامعة، وعلى ضوء الروايات غير الصحيحة والمغرضة المنتشرة حول هذا الحدث، فإن الجامعة تجد لزاماً عليها أن توضح حقيقة ما جرى، بعد الأذى المادي والمعنوي الذي طال الجامعة، والتي حرصت إدارتها وأسرتها منذ صبيحة ذلك اليوم على رفع علم الوطن والهتاف له، في أعقاب الاقتحام الغاشم للجامعة من طرف آليات وجنود الاحتلال.

بعد سلسلة من المشاكل والاعتداءات العنيفة فيما بين مجموعات من الطلبة تمت معايشتها في جامعة بيرزيت وجامعات فلسطينية أخرى، فقد كان مجلس الجامعة في جلسته السابقة قد أصدر بياناً يؤكد على ضرورة نبذ المظاهر العنيفة داخل الحرم الجامعي وعلى إيقاع أقصى العقوبات بحق المخالفين. كذلك، وفي ضوء تزايد التحذيرات من المتحور الجديد، فقد تم الايعاز للجنة المختصة بإجراءات حماية الجامعة من مخاطر وباء كوفيد بأخذ الاجراءات اللازمة للصحة والسلامة العامة، وفي مقدمتها تمديد وقف كافة الأنشطة التي تضم تجمهرا كبيرا في داخل قاعات مغلقة. وبناء عليه تم إبلاغ الكتل الطلابية بان النشاطات التي تشمل أنشطة بأعداد كبيرة غير مسموحة في القاعات المغلقة، ولكنها ممكنة في الساحات المفتوحة. يأتي ذلك بعد أن جرى عقد عدد كبير من النشاطات الطلابية ومنها سياسية وغيرها للكتل المختلفة في منذ بداية الفصل الحالي دون معيقات او اعتراضات. وضمن هذا السياق فقد تم ابلاغ ممثل أحد الكتل الطلابية بعدم الموافقة على إقامة نشاط كان من المخطط عقده في قاعة مغلقة، وعاد ممثل هذه الكتلة في اليوم التالي ليطلب سحب الطلب المقدم لإقامة النشاط.

وبالرغم من سحب الطلب، فقد بدأت الكتلة الطلابية المذكورة بنشاطها في 14-12-2021 منذ الساعة الحادية عشر صباحا، واستمرت في احتفالاتها في الساحات المفتوحة لمدة حوالي ثلاثة ساعات، دون ان يعترض عليها أحد. ولكن لاحقاً، تم القيام بمخالفات تجاه حرس الجامعة من طرف ملثمين، والقيام بإدخال أدوات وتجهيزات غير مصرح بها، وتم الاتجاه نحو قاعة الشهيد كمال ناصر التي كانت مغلقة عموما امام اية نشاطات نظراً لاعتبارات الصحة العامة. وللأسف، بدل احترام الأنظمة والتعليمات قام عدد من الملثمين بكسر الشبابيك والأبواب، والدخول للقاعة والتجمهر بداخلها بشكل قسري.

في هذا المعرض تعيد الجامعة التأكيد على أن هذا التجاوز سيتم محاسبة القائمين عليه، أسوة بأية ممارسة عنيفة تتم في الحرم الجامعي، وبأنه قد تمت إحالة الأمر إلى لجنة النظام العام للقيام بالإجراءات اللازمة.

واستمراراً في إجراءات محاسبة التجاوزات العنيفة فقد صادق مجلس الجامعة في اجتماعه اليوم على توصية من لجنة النظام بفرض عقوبة الفصل المؤقت على أحد الطلبة ممن ثبت تورطهم في ممارسات عنيفة. وهناك حالات أخرى تم إيقاع العقوبات عليها من قبل لجنة النظام بما في ذلك قرارات بالإنذار النهائي.

إن مظاهر العنف، التي ازدادت في الفترة الأخيرة، تتعارض مع روح الجامعة التي تحرص على الالتزام الوطني وعلى توفير أوسع مساحة لحرية الرأي والتعبير والاحترام المتبادل. كذلك، فإن جامعة بيرزيت تدعو الجميع لتوخي الحذر في نقل الأخبار والتحقق من مصادرها. إن وضع الجامعة والجامعات الفلسطينية واستقرارها مسؤولية وطنية جامعة للكل الفلسطيني تستوجب النأي بها عن أية نزاعات او مناكفات حزبية.