ندوة في الذكرى الأربعين لاختفاء حنا مخائيل

عقد معهد إبراهيم أبو لغد للدراسات الدولية في جامعة بيرزيت، ومؤسّسة الدراسات الفلسطينيّة، يوم الثلاثاء 22 تشرين الثاني 2016، نودة بعنوان “المثقف والثورة في الذكرى الأربعين لاختفاء حنا مخائيل ( ابوعمر)  “ورفاقه”.

استهلت الندوة بفيلم قصير عن حياة أبو عمر، من اعداد يعقوب التميمي ويزن الفحل ونوال زغير،  ثم تحدث في الندوة التي أدارتها مديرة معهد إبراهيم أبو لغد للدراسات الدولية د. لورد حبش، كل من السياسي الفلسطيني وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح د.نبيل شعث، وأستاذ العلوم السياسية د. أحمد عزم، والكاتب والباحث الفلسطيني “أبو نائل القلقيلي”، والمفكر الفلسطيني داوود تلحمي، وزوجة الراحل حنا ميخائيل جهان حلو بمداخلات استعرضوا خلالها تاريخ أبو عمر وأعماله وصفاته.

ناقش المتحدثون أهمية المثقف ودوره في الثورة والتعليم الثوري، مبينين أنه يتم في هذا الوقت تهميش دور المثقف كمحفز ومشارك في النضال التحرري والتغيير الاجتماعي، من خلال إغراءات السلطة والمال وإضعاف المؤسسات الثقافية والاجتماعية الحاضنة لنشاطه وإبداعاته، ومن خلال الممارسات اللاديمقراطية الهادفة إلى إسكات صوت الأقلية الجريئة المتحديّة لكل الديباجات المضللة في مسار تغييب الوطن والهوية.

حنا ميخائيل "أبو عمر" من مواليد رام الله عام 1935 وخريج مدرسة الفرندز، سافر إلى أميركا لدراسة الكيمياء مبعوثا وهناك تعرف على طالب فلسطيني آخر كان يدرس الأدب المقارن اسمه "ادوارد سعيد" الذي قال فيما بعد "أعجبت فورا بتواضعه الجم وتهذيبه بالاضافة الى عقله الوقاد". لم يستمر حنا بدراسة الكيمياء وتحول الى دراسة الدراسات الاسلامية في جامعة هارفرد أرقى الجامعات الاميركية، وكانت اطروحة حنا حول (المواردي) باشراف الاستاذ البريطاني سير (هاملتون).

ومن ثم حدثت هزيمة حزيران عام 1967 لتحدث نقلة نوعية في تفكير ومستقبل ابو عمر الذي ترك ترف الحياة والمنصب العالي في الجامعة الامريكية والتحق بالعمل الفدائي عام 1969.

ويعد “حنا ميخائيل” أحد الثوريين المثقفين الذين انضموا إلى صفوف الثورة حامين بندقيتهم ومرتدين ملابس مستعملة للعمل في الميدان بعيداً على المكاتب الفخمة وكلام الكتب والفلسفة والتنظير، وقد تولى  مهام كثيرة، منها عضوية “الجهاز الغربي” الذي يقود المقاومة داخل فلسطين. ورفض أن يكون أول مندوب لفلسطين في” الأمم المتحدة” العام 1974 حتى لا يبعد عن العمل في الميدان. وإلى جانب ذلك، شغلته “قضايا المرأة”، والثقافة، بل واهتم بالمسرح، فاحتضن فرقة مسرحية في القدس اسمها “بلالين”، ووفر لها فرص التدريب والدعم.

 

وقد لقب نفسه ب”أبو عمر“ تيمناً بعمر بن الخطاب رضي الله عنه، وبقي منغمساً في العمل الوطني حتى اختفت آثاره في مهمة نضالية بقارب في البحر العام 1976 تزامناً مع مجزرة” تل الزعتر”، وبقي في عداد المفقودين من ذلك الحين.