غزة ومبادرة "إعادة الأمل" في جامعة بيرزيت

هذه مقالة إسناد ودعم لمبادرة "إعادة الأمل"مع ملاحظات في محاولة لتطوير هذه التجربة في تعليم طلبة غزة عن بعد، والتي بدأت الدورة الأولى فيها في 7 أيار 2024. أقوم بتدريس مساق تعليم الرياضيات لطلبة كلية التربية والدبلوم. يتراوح عدد الحضور من 6 الى 10 طالبات رغم أن عدد المسجلين زاد عن الخمسين. لم ننقطع عن أي لقاء من لقاءاتنا الأسبوعية الثلاث. وتشكل فرصة تعلم جدية لي – التعليم في ظل الإبادة.

 

بداية، لابد من تقدير العمل والتخطيط والسهر والتعب الذي بذله زملائي وزميلاتي على هذا الصعيد. سواء ما علمت به بشكل شخصي أو عبر التواصل الرسمي للقائمين على التجربة. أعتذر سلفاً عن قلة معلوماتي التفصيلية حول المبادرة. رغم ذلك، لعل أبرز ملاحظاتي هي فكرة البدء في المبادرة من جامعة تهم الطلبة الفلسطينيين في غزة وغيرها. هذه دفعة معنوية لطلبة يعيشون أو عاشوا ظروفاً قاهرة ودموية – تجربة حياة وموت. عبرت الكثير من طالبات المساق عن شكرهن العميق للجامعة.

 

أيضاً، لاحظت من خلال تواصلي الشخصي مع أحد زملائي القائمين على المبادرة استعداده المتناهي (أي وقت وأي يوم) في الإجابة على أسئلتي الكثيرة والقيام بحل الكثير من العوائق للعديد من الطلبة في غزة الحبيبة. أتخيل أنه فعل نفس الشئء مع زملاء وزميلات كثر، وهذا جهد كبير ومقدر.

أيضا، الاستجابة السريعة من القائمين على التجربة لأية إشكالات طارئة حدثت –وهذا مفهوم ومتوقع- مثل قضية ارتباك طلبة غزة في تسجيل العديد من المساقات غير المطلوب منهم أو عدم معرفة أي المساقات المطلوبة منهم. علمت بأنه تم التواصل مع جامعات غزة ومرشدي الطلبة في تلك الجامعات لحل تلك الإشكاليات.

عمل يدل على أننا نستطيع إن رغبنا وإن نوينا. وهذا ما أريد اثارته في هذه المقالة القصيرة.

صحيح هي ملاحظات نقدية تتطلب التطوير وهذا هدفها ولدي استعداد في العمل على أي مقترح يساعد على مواجهة هذه التحديات وحلها.

أولاً: فصل طلبة غزة عن زملائهم وزميلاتهم في الضفة. أدعي أن مبادرة "إعادة الأمل" تشكل فرصة للقاء طلبة ما نسميه كثيرا بجناحي الوطن، وآمل أن نعمل على حل هذه القضية في الدورة الثانية. قد أتفهم حدوثها في الدورة الأولى لأسباب كثيرة منها التقنية، لكن لنتذكر أنه كان بإمكاننا البدء في هذه المبادرة في شهر تشرين أول 2023.

ورغم أننا بدأنا التدريس في هذه الدورة، إلا أني آمل أن تقوم الحركة الطلابية والقائمين على المبادرة بتشجيع طلبة الجامعة بالدخول الى محاضرات/لقاءات طلبة غزة للترحيب والتعريف بأنفسهم وحضور لقاء أو جزء من اللقاء، فقط للتعارف وشد أزرهم.

ثانيا، الفصل الثاني الذي حدث لغزة هو عمل منصة (موودل) خاصة بهم. أعلم أن الكثير قد يحتج أو يقول أن هذا تم لأسباب تقنية بحتة، لكن نقطتي الأساسية هي تواصل طلبة غزة والضفة. أنا أعرف المجتمعين الى حد كبير وأعرف تماماً كم يحتاج كل منهما الى معرفة الآخر. أرجو أن يكون مكان واحد يجمع طلبة الجامعة مع طلبة غزة المتعلمين/المشتركين في المبادرة.

اقتراحي البسيط أن تكون الدورة الثانية للطلبة مجتمعين سوية في مساقات مشتركة قي دورة جامعة بيرزيت الصيفية التي تنعقد سنوياً.

 

ثالثاً، أن تشجع نقابة العاملين والقائمين على المبادرة الأساتذة القلقين من، أو من استنكف عن، تدريس طلبة غزة بالحديث معهم وأن هذا عمل "رسمي" إن لزم وصفه بهذا الوصف – رغم أنه تطوعي. يمكن مثلا، عدم تسجيل المحاضرات.

ينبغي النظر الى هذه المبادرة بعين الدعم والاسناد والتطوير ما استطعنا بين مكونات الجامعة الثلاث. هي فرصة للتعلم سوية للحفاظ على قيمنا وأخلاقنا ومبادئنا، والتفكير في أطرنا الفكرية وطرف تعليمنا وتعلمنا وتقييمنا.