ندوة لبرنامج ماجستير اللغة العربية تناقش المدونات العربية قبل الإسلام

عقد برنامج ماجستير اللغة العربية وآدابها يوم الثلاثاء 5 تشرين الأول 2021، ندوة على زووم بعنوان: "المدونات العربية قبل الإسلام"، استضافت فيها المؤرخ الفلسطيني وعالم اللغات السامية المحاضر في جامعة مونستر في المانيا د. محمد مرقطن.

استعرض المرقطن مسائل كثيرة تتعلق باللغات في الجزيرة العربية وعلاقتها بالعربية الفصحى، ونشأة اللغة الفصحى، وما يتعلق بذلك من جوانب دينية ومعتقدات أسطورية وممارسات اجتماعية وأدبية، وشارك أساتذة من جامعة بيرزيت وطلبة برنامج ماجستير اللغة العربية وآدابها في الاستماع والمناقشة، كما شارك عشرات من المستمعين من فلسطين ومن أقطار عربية مختلفة، وكانت ندوة غنية أدارها الدكتور إبراهيم أبوهشهش من دائرة اللغة العربية.

وتحدث د. مرقطن عن نقوش الجزيرة قبل الإسلام بدءاً من الخريطة اللغوية التي تميّز بين العربية الشمالية والعربية الجنوبية مع التقارب الكبير بين معجميّتهما، وهما تنتميان إلى ما يُسمّى "اللغات السامية"، والذي يتحفّظ عليه كما كثير من الباحثين، من دون أن نجد بديلاً له، ويستخدمه من أجل تسهيل عملية البحث، لافتاً إلى مجموعة نقاط ذات صلة بالكتابة والتدوين في الجزيرة العربية قبل الإسلام، وفي مقدّمتها أن مصطلح الجاهلية ليس له علاقة بمسألة المعرفة وهو من اختراع العصر العباسي.

وخلص د. مرقطن إلى أنّ العربية الفصحى انبثقت من مجموعة من اللهجات التي تسمّى بلهجات وسط وشمال الجزيرة، وابتداءً من القرن الأول الميلادي يمكن الحديث عن العربية الفصحى المبكرة، والتي تتمثّل في عشرات النقوش التي عُثر عليها في المنطقة الممتدّة من جوف اليمن إلى حوران في سورية، ومنذ القرن الرابع الميلادي بدأت تحولات لغوية ملحوظة باتجاه تطوير لغة أدبية مشتركة من خلال اندماج لهجات القبائل المختلفة في وسط وشمال الجزيرة، ورافقها تطوُّر الخط العربي، لتشكّل الينبوع الأول للفصحى التي ظهرت في لغة القرآن وما يسمى بالشعر الجاهلي.

يذكر أن د. المرقطن، هو باحث وآثاريّ ومؤرخ فلسطيني متخصّص في لغات وحضارات الشرق القديم، من مواليد بلدة ترقوميا قرب مدينة الخليل الفلسطينية، درس بكالوريس آثار في الجامعة الأردنية، وحصل على ماجستير ودكتوراه في اللغات السامية القديمة وحضارات الشرق القديم من جامعة ماربورغ بألمانيا سنة 1987.

وبعد الدكتوراة، عمل في التدريس والبحث في عدّة جامعات ألمانية؛ من بينها جامعة ماربورغ وماينس والمعهد الألماني للأبحاث الشرقية (بيروت)، وجامعة فيينا، وأكاديمية العلوم النمساوية بالنمسا، ثم جامعة قطر، وهو لغوي في "معجم الدوحة التاريخي للغة العربية"، إضافة إلى أكاديمية العلوم في برلين، وهو باحث في معهد لغات وحضارات الشرق القديم في جامعة هايدلبرغ بألمانيا.

وشارك في أعمال الحفريات والمسوحات الأثرية في العديد من البلاد العربية، وخاصّة الأردن والبحرين واليمن، وترأس عّدة بعثات أثرية. قام بنشر أكثر من سبعين بحثاً أكاديمياً عن حضارات ولغات الشرق القديم، وخاصّةً عن جنوب الجزيرة العربية بالإنكليزية والألمانية. ومن آخر الأبحاث التي نشرها دراسة بعنوان "ذاكرة المكان: أسماء المدن والقرى الفلسطينية ما بين الاستمرارية التاريخية والطمس الصهيوني" في العدد الأخير من مجلة "تبيُّن"".