جامعة بيرزيت تنظر بقلق إزاء تعرض الأسرى للتعذيب الشديد بعد محاولتهم التحرر

تنظر جامعة بيرزيت بقلق شديد إزاء الأنباء التي تتحدث عن تعرض الأسرى الذين أعاد الاحتلال اعتقالهم للتعذيب الشديد بعد محاولتهم البطولية للتحرر، مما اقتضى حاجة بعضهم للعناية الطبية، والتي تتلكأ قوات الاحتلال بتقديمها لهم، في خرق متكرر وخطير لكل المواثيق والمعاهدات الإنسانية.

وإذ تحيي جامعة بيرزيت الأسرى في سجون الاحتلال، ومن بينهم أكثر من ثمانين طالبًا من أبنائها، وتتطلَّع إلى تحررهم بشتى السبل الممكنة، فإنها تقف، إدارة وأكاديميين وطلبة، مع قضيتهم العادلة وتساندهم، إيمانًا منها بقيم العدالة والحرية والكرامة الانسانية، التي لا تكتفي بالتعاطي معها نظريًّا، بل تؤمن بها سلوكًا تشجع عليه كادرها وطلبتها والمجتمع الفلسطيني كله.

ومن باب المسؤولية الوطنية والأخلاق الأكاديمية، فإن جامعة بيرزيت تود أن تشير إلى ملاحظة حسّاسة، لئن بدت بعيدة شكلاً عن هذا الحدث البطولي، إلا أنها على تماس مباشر معه من ناحية المضمون، كونه يضمن الحفاظ على الجودة الأكاديمية للبحث العلمي الذي ينجزه الطلبة، شأن ذلك شأن الحفاظ على الكرامة الأكاديمية لطلبتنا، لا سيما الأسرى منهم، ونخص بالذكر اليوم، طالب الدراسات العليا، الأسير- الحر والمناضل زكريا الزبيدي، الذي اعتقلته قوات الاحتلال وهو لمّا يزل طالبًا لم يكمل نقاش رسالته بعد، وما زال موقوفًا، ولم يصدر بحقه أي حكم.

لقد تداول كثيرون على منصات التواصل الاجتماعي مقتطفات من مسودة رسالة الماجستير التي قدم الطالب زكريا الزبيدي مقترحها في العام 2018 في جامعة بيرزيت، بإشراف د. عبد الرحيم الشيخ في برنامج الدارسات العربية المعاصرة. وتم تداول مسودات فصول في الرسالة التي لا تزال قيد التحضير، ولم يتم تحويلها بعد إلى لجنة النقاش، وذلك في انتظار ضبطها، ومراجعتها مع كاتبها، عبر العائلة والمحامي، كما جرت العادة في العرف الأكاديمي.

وللتوضيح، فقد تقدم الطالب زكريا الزبيدي بمقترح لرسالة ماجستير في برنامج الدراسات العربية المعاصرة في جامعة بيرزيت، وقد تم إقراره وتسجيل الرسالة بتاريخ 17 أيلول 2018، وعنوانها، بالعربية: "الصياد والتنين: المطاردة في التجربة الفلسطينية من 1968-2018"، لكن قوات الاحتلال اعتقلت الزبيدي بتاريخ 28 شباط 2019، قبل نقاش رسالة الماجستير، علماً أن الرسائل التي يتم نقاشها، تنشر عادة رسميًّا على موقع الجامعة بعد استيفاء الإجراءات المتبعة في كلية الدراسات العليا.

من هنا فإن جامعة بيرزيت تهيب بالجميع التحلّي بالأخلاق الأكاديمية والعلمية، وعدم تداول أية مواد تحمل شعار الجامعة ولكنها غير صادرة عن الجامعة بشكل رسمي، فضلاً عن تجاوز ذلك لأعراف حقوق الملكية الفكرية التي تنص عليها قوانين الجامعة لطلبة الدراسات العليا، وبالتحديد لأسير مناضل تحت التعذيب حاليًّا، من حقه، وحده، القرار بما ينشر من نتاجه الفكري، وبالصورة التي يرتضيها ويوافق عليها.

الرحمة لشهدائنا، والشفاء لجرحانا، والحرية لأسرانا، الذين يعمّدون بدمهم طريق الحرية.