رسالة ترحيبية-استشرافية من نائب الرئيس للشؤون الأكاديمية

 

الزميلات والزملاء الأعزاء،

يسرني أن أبعث لكل فرد منكم بتحية شخصية مع بداية مهمتي كنائب لرئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية، متمنياً التوفيق للجميع، كل في موقعه، في خدمة صرحنا التعليمي والوطني الأغر، جامعة بيرزيت.

تأتي هذه الرسالة كباكورة للتواصل لتعيد التأكيد على الخطوط العامة للسياسات والأهداف التي لطالما تشاركت أسرة الجامعة الأمل والجهد من أجل جعلها واقعاً معاشاً على أصعدة بيئة العمل، والعمليتين التدريسية والبحثية، والتي تستوجب العمل التكاملي لأسرة هذه المؤسسة من أكاديميين وعاملين وطلبة، ومأسسة الحوار ومشاركة القرار.

على صعيد بيئة العمل، فإن الخطوط العامة يمكن إيجازها بضرورة المضي في مأسسة العمل وتعزيز المصداقية من خلال تقيد الجميع، وخصوصاً الذين يشغلون المناصب الإدارية، بالقوانين والأنظمة والتعليمات السارية، كونها تشكل منظومة ضبط الايقاع في الأداء المؤسسي، وضمانة لصون الحقوق الفردية والجماعية. كذلك فمن اللازم تكريس الشفافية في الاجراءات، والقابلية المساءلة، والانفتاح على النقد البناء، مع بديهية صون الكرامة الانسانية للعاملين وللطلبة. وليس خافياً أيضاً أهمية البناء على تجارب الزملاء السابقين وتعزيز الذاكرة المؤسسية، مع إتاحة المجال لممارسة الصلاحيات في المراتب الادارية المختلفة بشكل كامل ومسؤول.

أما على صعيد العملية التعليمية فالحاجة ملحة للبناء على منجزات التعلم الإلكتروني ومعالجة تحدياته، من خلال تحقيق المزيد من التكامل بين التكنولوجيا الرقمية والعملية التعليمية على المستويين البيداغوجي والتقني، دون الاجحاف بحق الطلبة في خوض تجربة حياتية غنية داخل الحرم الجامعي، ومع التقيد بالبروتوكول الصحي المطلوب. كذلك فمن الضروري العمل على تطوير المهارات والكفاءات الشخصية لدى الطلبة، بما يساهم في تطورهم المهني ويعزز أدوارهم المجتمعية وروح المبادرة والتطوع لديهم. وغني عن القول أيضاً الأهمية المتزايدة لضرورة السعي للتميز، والتشبيك وبناء الجسور بين التخصصات المختلفة، ويشمل ذلك العلوم الطبيعية والتطبيقية من جهة والعلوم الاجتماعية والانسانية من جهة أخرى، داخلياً وخارجياً.

وفيما يتعلق بالجانب البحثي والإنتاج المعرفي، فإن هناك حاجة ماسة لتطوير حوكمة ونتاج البحث العلمي وتعزيز دوره ضمن العملية التعليمية، بالإضافة إلى المضي في غرس ثقافة أخلاقيات البحث، وتطوير مهارات الباحثين والطلبة بهذا الاتجاه. ومن الهام أيضاً متابعة العمل على الارتقاء بمرتبة الجامعة وانتاجها المعرفي، وتعزيز ثقافة وممارسات الاحتفاء بالإنجاز وتكريم المبدعين، وتخصيص مناسبات دورية لذلك.

ختاماً، ومن منطلق روح الفريق والعمل المشترك، لا يسعني سوى التأكيد على الانفتاح على الأفكار الملهمة والمبادرات الخلاقة التي يمكن أن تساهم في الارتقاء بالوضع الأكاديمي والحياة الجامعية، متمنياً للجميع موسماً أكاديمياً وحياتياً مثمراً، وكل عام وأنتم بخير.

نائب الرئيس للشؤون الأكاديمية

طلال شهوان

2021.08.10