الثلاثي الفيزيائي: من فيزياء بيرزيت إلى الدراسات العليا في أفضل الجامعات في العالم

رشاد ومعاذ حميدي توأمان أنهوا مسيرة البكالوريوس تخصص الفيزياء في جامعة بيرزيت بإنجاز حافل وبتميز عالٍ، وثالثهما الصديق محمد همشري صديق طفولتهم وأنهى المسيرة معهم بنفس التميز.

الطلبة الثلاث من مدينة طولكرم، أكملوا دراستهم الثانوية مع بعضهم البعض في مدرسة الفاضلية، تفوقوا في امتحان الثانوية العامة وحصل جميعهم على معدل أعلى من 98%، لكنهم أصروا على تحقيق حلمهم في دراسة الفيزياء، والتحقوا بجامعة بيرزيت عام 2017. حرص الثلاثي الفيزيائي على الاجتهاد والتفوق خلال فترة دراستهم في جامعة بيرزيت، ليحظوا على منح التميز الأكاديمي ومنحة موسى ناصر للفيزياء عدة مرات على مدار دراستهم.

تم قبول معاذ حميدي في جامعة مكغيل McGill University، وهي من أفضل الجامعات الكندية وترتيبها 31 على مستوى العالم حسب تقييم QS العالمي لسنة 2021، وتم قبول رشاد حميدي ومحمد همشري في عدة جامعات عريقة في بريطانيا وإيرلندا، من أفضلها كلية لندن الملكية Imperial College London في بريطانيا وترتيبها 8 على مستوى العالم حسب تقييم QS العالمي لسنة 2021.

سيدرس رشاد تخصص Quantum Fields and Fundamental Forces، يهتم هذا التخصص بمعرفة أسرار الكون والبحث في نظرية توحيد القوى الطبيعية، تم تأسيس هذا التخصص من قبل عالم الفيزياء محمد عبدالسلام الحائز على جائزة نوبل في الفيزياء، أما بالنسبة لمعاذ فسيدرس تخصص Condensed Matter Physics، يهتم هذا التخصص بتطوير مواد فائقة الخصائص باستعمال تقنيات حديثة، مثل تقنية النانو، أو صياغة نظرية لمواد فائقة أو أجهزة ربما يمكن صنعها بتقنيات غير متوفرة حالياً، مثل الحواسيب الكمية، ومن ناحية أخرى، سيدرس محمد تخصص Physics، أي تخصص الفيزياء بشكل عام، يشمل هذا التخصص المواد النظرية والعملية في الفيزياء الحديثة، ويحتاج إلى فهم عميق لمجال الفيزياء النظرية ليتم تطبيقها عملياً.

يقول رشاد: "تعلمت الكثير خلال فترة تواجدي في بيرزيت من الناحية العلمية والاجتماعية، أنصح الطلبة بالدراسة الفردية لأنها تعمل على تنمية الابداع في التخصص؛ المساقات الجامعية دليل لتوجيه الطلبة لكنها ليست كل شيء، وأنصحهم أيضاً بتقوية علاقاتهم مع أصدقاء حقيقيين؛ لأن الصداقة كنز لا يفنى."

فيما يرى معاذ: "هناك أربعة أشياء مهمة في الحياة الجامعية من وجهة نظري؛ الدراسة الأكاديمية، التعلم الذاتي، الأبحاث، والأنشطة اللامنهجية. الدراسة الأكاديمية مهمة فهي المقياس المعتمد لدرجة فهمنا لتخصصنا. إلى جانب ذلك، التعلم الذاتي للأدوات المساعدة لا يقل أهمية الدراسة الأكاديمية. فمثلاً، تعلم لغة برمجة يساعد طلاب الفيزياء على الوصول لنتائج يتعذر أحياناً الوصول إليها بالطرق التقليدية لحل المسائل، ما يعطي الطالب القدرة على حل مشاكل أكثر. والأبحاث من الممكن أن تدفع الحد المعرفي للطالب بدرجة كبيرة. أخيراً، الأنشطة اللامنهجية. السنتان الأولى والثانية في حياة الطالب الجامعي تتميز بوفرة الوقت. لذلك أنصح الطلاب الجدد بالانخراط بالنوادي الجامعية خلالها."

يقول محمد: "ما تقدمه الحياة الجامعية على الصعيد الأكاديمي من مزيج بين الدراسة الذاتية والتدريس من خلال المحاضرات يساعد على بناء المعرفة العلمية، ومن ناحية أخرى، الحياة في بيرزيت تتجاوز المعرفة الأكاديمية؛ فمجتمعها يقوم بصقل شخصية الطالب وتطويرها، مما يجعله يجد التميز الذي في داخله ويساعده في الانخراط في المجتمع والعمل على تطويره."

من جهته أعرب د. حازم أبو سارة – رئيس دائرة الفيزياء في جامعة بيرزيت – عن فخره بالثلاثي الفيزيائي، وأضاف أنه من المهم دعم الطلبة المتفوقين في مسيرتهم الأكاديمية، لأن نجاحهم وتفوقهم سينعكس على المجتمع إذا لم تكن البشرية بأكملها، وقال إنه سيكون على تواصل دائم مع طلبته الذين يفتخر بهم ويتمنى لهم التوفيق والنجاح أينما ذهبوا.