د. موسى خوري يستعيد المكان والإنسان في بحث عن رواية يافا تعد قهوة الصباح

  • الصورة من ويكيمديا

نشرت مجلة مجمع اللغة العربية الأردنية في العدد 103، والذي صدر مؤخراً، بحثاً محكماً لرئيس دائرة اللغة العربية ورئيس برنامج ماجستير اللغة العربية في جامعة بيرزيت د. موسى خوري، بعنوان: "استعادة المكان، استعادة الإنسان: قراءة في رواية يافا تعد قهوة الصباح لأنور حامد".

ويحاول د. خوري في بحثه الوقوف على سرديتين في ثيمة ضابطة لرواية أنور حامد، هي السردية الفلسطينية، وسردية الآخر المستعمر، ويحاول تحقيق هذه الخطة من زاويتين: الأولى إحياء المجتمع المدني الفلسطيني الذي كان موجوداً بزخم في يافا قبل النكبة، ثم متعلقات هذا الإحياء من نقد ثقافي يهدف إلى إعادة ترميم الذاكرة وتصويبها، والبحث عن نقطة بداية جديدة تسبق النكبة، أما الثانية فتتمثل في الوقوف على السردية الإحيائية للمجتمع المدني خطاباً مجابها لخطاب الآخر الذي عمل جاهداً حتى يقنع العالم بأن فلسطين لم توجد قط، أو يقنعه، في أحسن الأحوال، بأن من سكنها قبل النكبة ليسوا سوى مجموعة من الرعاة والفلاحين.

يذكر أن رواية يافا تعد قهوة الصباح صدرت لأوّل مرة عام 2012 عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت. ودخلت في القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2013، المعروفة باسم «جائزة بوكر العربية».

يروي الكاتب الفلسطيني "أنور حامد" في هذه الرواية حكاية تدور أحداثها في مدينة يافا الفلسطينية، وقرية بيت دجن القريبة منها في أربعينيات القرن العشرين، ما قبل النكبة. الرواية لا تتحدث عن رحلة شتات وهجرة ومخيمات نزوح الفلسطينيين، بل عن أسواق وحمّامات تركية ورحلات عائلية إلى شواطئ طبريا وسهرات في نواد ليلية. لا تغزو أجواء يافا استعدادات الحرب وأصوات الرصاص والمدافع، بل سهرات رمضانية وزيارات أعياد الميلاد، تقاليد الأعراس وطقوس حياة المدن والقرى، بشؤونها اليومية الصغيرة، بتقاليدها ووتيرتها، بأعيادها ومواسمها. يتقاسم مشاهد هذه الرواية إقطاعيون وفلاحون ومدنيون، أمّيون وخريجو جامعات راقية، يهود ومسيحيون ومسلمون، بلطجيون ومثقّفون، نساء يلتزمن المطبخ وفتيات يطمحن إلى التحليق. هي حياة انفكّت من الذاكرة، ومشاوير عادت إلى الطرقات وحكايات انبعثت في المقاهي. يافا نزعت عن شاطئها الليل كي تعد قهوة الصباح.