طلبة الاحتياجات الخاصة في جامعة بيرزيت وتحديات جائحة كورونا

ألقت جائحة كورونا "كوفيد-19" على العالم بأسره بظلالها السوداء، وفرضت صعوبات كبيرة على جامعة بيرزيت وطلبتها، وشكلت تحدياً إضافياً أمام الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة، لا سيما بانتقال الجامعة من نظام التعليم الاعتيادي، إلى نظام التعليم الإلكتروني.

وواجه الطلبة ذوو الاحتياجات الخاصة تحديات مختلفة في عمليات التعلم عن بُعد أهمها إمكانيات الوصول الرقمية للمحاضرات الإلكترونية والمواد الدراسية والامتحانات الإلكترونية، هذا بالإضافة إلى ما تركته وتتركه جائحة كورونا من آثار نفسية واجتماعية ومادية عليهم.

وحول تجربة الطلبة ولجنة ذوي الاحتياجات الخاصة في الجامعة في التعامل مع جائحة كورونا، كانت لنا هذه اللقاءات:

الطالبة يارا القواريق (سنة أولى كلية الفنون والموسيقى والتصميم

"الحياة الجامعية تشكل محور تحول من الحياة الروتينية المعتادة إلى حياة مستقلة لها كيانها الخاص، وتصقل شخصية الطالب، وهذا ما يفتقده التعليم عن بعد، فجائحة كورونا منعتني من ممارسة الحياة الاجتماعية والاختلاط بالزملاء والزميلات، وعيش التجربة الجامعية".

وتضيف يارا التي تدرس الموسيقى وتعاني من إعاقة بصرية، ‏"لم يكن تأثير الجائحة محدودا على الآثار الاجتماعية، فإضافة إليه منعتني هذه الجائحة من إقامة الحفلات الغنائية ضمن فرقة "حواس"، وهو ما ترك آثاراً مادية سلبية علي".

وحول التعليم الإلكتروني في الجامعة، تقول يارا: "رغم الجهد الكبير الذي بذلته الجامعة لإنهاء العام الأكاديمي بأقل الأضرار للطلبة، إلا أننا كطلبة جامعيين بشكل عام، ومن ذوي الاحتياجات الخاصة بشكل خاص عانينا من ضعف الإنترنت وتقطعه، كذلك الأضرار الصحية الناجمة عن الجلوس لفترة طويلة أمام جهاز الحاسوب وما يرافقه من آلام في الظهر والأكتاف والعينين".

الطالب ليث حماد (كلية الحقوق والإدارة العامة)

يعاني  ليث (27 عاماً)، الذي يدرس الإدارة العامة في سنته الأولى من إعاقة حركية ،  ويرى أنه على الرغم من كل السلبيات التي تركتها الجائحة على التعليم الجامعي، إلا أن الانتقال من التعليم الوجاهي إلى التعليم الإلكتروني كان مريحاً لليث، وأسعفه من التنقل بين الكليات المختلفة في الحرم الجامعي.

ويضيف ليث: "إضافة إلى إعاقتي الحركية، أعاني من ضعف من المناعة، وكان البقاء في المنزل والدراسة عن بعد أفضل بالنسبة لي لحفاظ على سلامتي وأفراد أسرتي، ولم أواجه أية مشاكل تقنية ببرامج التعليم عن بعد لا سيما "ITC" كبقية الطلبة، كما أن تخصصي بالإدارة العامة كان مناسباً للتعليم عن بعد، وحظيت باهتمام كبير من قبل لجنة ذوي الاحتياجات الخاصة في الجامعة، وأساتذة وموظفي الجامعة".

وحول النواحي السلبية للتعليم عن بعد، يقول ليث " لم نستطع التعرف على زملائنا وأساتذتنا بشكل أكثر، ولم نعش التجربة الجامعية وأجواء المحاضرات بالحرم الجامعي". 

الطالب مؤنس نزال (سنة ثالثة كلية الآداب)

"كلما زادت المعرفة بالتكنولوجيا، قل التأثر سلبياً بالتعليم الالكتروني، فقد أثبتت أزمة فيروس كورونا الدور الحيوي الذي تؤديه التكنولوجيا الرقمية، وهذا كان السبب بأنني استطعت تجاوز هذه الأزمة التي مررنا بها ونمر بها، وعملية الانتقال من مرحلة التعليم الوجاهي إلى الإلكتروني، رغم إعاقتي البصرية".

ويضيف نزال: ساهمت معرفتي بالتكنولوجيا واهتمامي الكبير بصفحات التواصل الاجتماعي، على الحفاظ على التواصل مع الأصدقاء، وتخفيف أثر التباعد الاجتماعي الناجم عن الجائحة.

كما أنشأ نزال صفحة "عالم الكفيف" عبر اليوتيوب، التي تتحدث عن نشاطات الكفيف اليومية في البيت والجامعة وكيفية استخدام التكنولوجيا الحديثة وما الذي يراه وكيف يميز بين الأماكن،  يقول نزال: "استعانتي باليوتيوب رسالة تؤكد أن الشخص الكفيف هو شخص فعال في المجتمع ويستطيع التقدم والتميز، صحيح أنه قد يواجه مشاكل عدة إلا أنه بإرادة الصلبة يمكن أن يجتازها".

عازم عساف (رئيس لجنة ذوي الاحتياجات الخاصة وأستاذ اللغة الإنجليزية)

قدمت لجنة ذوي الاحتياجات الخاصة في جامعة بيرزيت مختلف أنواع الدعم والنفسي والاجتماعي والالكتروني للطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة وفقا لنوع الإعاقة والإمكانات الفردية لكل طالب وطبيعة المساقات الدراسية.

يقول رئيس اللجنة د. عازم عساف: " منذ بدء الجائحة وانتقال العملية التدريسية من الوجاهية إلى الإلكترونية، عملت اللجنة على متابعة الاحتياجات الشخصية والأكاديمية للعشرات من الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة من أسرة الجامعة، وعلى مساعدتهم بشتى الطرق، من خلال توفير كتب بريل، بالإضافة لتوفير طلبة متطوعين يساعدونهم على التنقل والإجابة على امتحاناتهم في التعليم الالكتروني، و التنسيق مع الأساتذة فيما يختص بالمحاضرات أو الامتحانات للتسهيل على الطلبة".

ويضيف د عساف: "منصات التعليم الالكتروني وجهت لكافة شرائح الطلبة، ولم تراع الفروق الفردية عند ذوي الإعاقة، خاصة المكفوفين، حيث يحتاجون إلى وسائل محسوسة للتمكن من إيصال المعلومة. نعمل حالياً وبالتعاون مع دائرة تكنولوجيا المعلومات في الجامعة، على جعل برنامج التدريس الإلكتروني "ITC" أكثر راحة وصديقا للطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة".