لقاء حواري حول اللجوء السوري: وجهة نظر نسوية

في لقاء جديد عبر زووم، عقد مساق "مدخل لدراسات اللجوء والهجرة الدولية" في معهد إبراهيم أبو لغد للدراسات الدولية، يوم السبت 21 تشرين الثاني 2020، جلسة حوارية جديدة ضمن سلسلة لقاءات حول مواضيع ميدانية عن الهجرة واللجوء تحدثت خلالها الناشطة السورية مزنة دريد، وهي لاجئة سورية مقيمة حاليا في كندا، وهي منخرطة بشكل كبير في قضايا حقوق الإنسان ولديها خبرة مباشرة في التعامل مع أزمة اللاجئين خاصة في المسائل المتعلقة بالنساء. وقد عملت أثناء وجودها في سوريا مع فريق "الخوذ البيضاء".

ابتدأت الجلسة بعرض الضيفة فيديو قصير حول عمل "الخوذ البيضاء" وهو فريق دفاع مدني غير رسمي في سوريا، ودور الفريق في مساعدة المدنيين السوريين وحمايتهم من حالات القصف التي تستهدفهم. ففي بادئ الأمر وفي ظل الخوف من القصف المتتالي، بات الناس يتخوفون من المشاركة في عمليات إنقاذ الضحايا. من هنا تم العمل على تأسيس فريق متدرب ومزود بوسائل الحماية للقيام بعمليات التدخل السريع لإجلاء ضحايا القصف أطلق عليه فريق "الخوذ البيضاء"، حيث تعمل الضيفة حالياً كمسؤولة تنسيق للفريق في الخارج. ومن ثم اتسع نطاق عمل الفريق لاحقاً ليشمل عمليات إنشاء المخيمات وتوفير ما يمكن من الخدمات المدنية الأساسية التي يعاقب النظام المناطق المعارضة له من خلال قطعها.

وفي عام 2012 ساهمت دريد في إطلاق مؤسسة تعنى بتوثيق حالات الاعتقال في صفوف النساء ومن ثم متابعة حالتهم بعد تمكنهن من الخروج وتحولهن إلى لاجئات في دول الجوار، وذلك من أجل دراسة أثر الاعتقال على حياتهن وتسجيل شهاداتهن وتوثيقها في تقارير. ونتيجة لهذه الدراسات، تبين تفشي وازدياد ظاهرة الزواج القسري وزواج القاصرات، والذي فرضته ظروف واعتبارات مختلفة منها اعتبار الزواج وسيلة حماية للأعراض من الانتهاك في ظل الظروف الصعبة، أو بحثا عن مصدر لتوفير دعم مالي من خلال استخدام مهور الفتيات لسداد حاجات الأسر المنكوبة، وأحيانا أخرى كان الزواج يتم في مقابل وعود مختلفة تتلقاها الأسر كالوعود بالحصول على وثائق أو مقابل الخروج من المخيم أو السفر إلى أوروبا.

وضمن المساعي لمواجهة هذا الخطاب الذي يعزز ظاهرة الزواج القسري، أطلقت الضيفة حملة باسم "لاجئات لا سبايا"، وهي حملة تهدف إلى إنهاء ممارسة زواج القاصرات والزواج القسري في مخيمات اللاجئين السوريين. ويعمل القائمون على هذه الحملة على توفير خط ساخن ووسائل اتصال عبر البريد الالكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي يستقبلون من خلالها حالات عديدة تحتاج إلى المساعدة، كما وتعمل على التوعية بمخاطر وعواقب تلك الممارسات. وقدمت الضيفة أمثلة وتفاصيل لعدد من الحالات التي تعاملت معها في كل من تركيا والأردن ومصر وداخل سوريا.

وتضيف دريد إلى قائمة نشاطاتها دورا رائدا في تأسيس الحركة السياسية النسوية السورية عام 2017 وهي أول حركة سياسية تشرك المرأة السورية في السياسة ومحادثات السلام، والتي من شأنها تعزيز دور ومشاركة النساء في العمل السياسي. ويتم ذلك من خلال دعم الناشطات الراغبات والقادرات على المشاركة في العمل السياسي وإيصال أصواتهن للجهات المسؤولة والمنظمة لجولات التفاوض حول السوريين، إضافة إلى تنظيم لقاءات أسبوعية يتم من خلالها الاطلاع على مطالب النساء السوريات واقتراحاتهن ومن ثم نشرها على شكل أوراق سياساتية تغطي مسائل كالعودة لسوريا وإعادة الإعمار وغيرها من القضايا

ومن الجدير بالذكر أن الضيفة حائزة على عدد من الجوائز منها جائزة نوبل البديلة للسلام في عام 2016، وجائزة التميز الكندي في مجال صحة المرأة والطفل العالمية لفئة الشباب لعام 2019، وجائزة الجمعية الكندية لمحامي اللاجئين السنوية للدفاع المتميز نيابة عن حقوق اللاجئين. كما أنها مستشارة في شبكة المرأة والسلام والأمن - كندا. وهي مؤسسة حركة السكان الأصليين واللاجئين وهي مساحة آمنة وسلسلة ورش عمل للشباب حول الدروس المستفادة بين المجموعتين والتي تهدف إلى بناء روابط أقوى في كندا من خلال تعلم الحقيقة والصمود.

واختتمت الجلسة بفتح باب الاستفسارات للطلبة الذين أبدوا اهتمامهم وسعادتهم بالاطلاع على تجربتها المميزة رغم صغر سنها.