الامتحانات الإلكترونية والحدّ من الغش

الغش الأكاديمي ظاهرة كونية، سواء كان التعليم وجاهياً أو عن بعد، ومع تفشي جائحة كورونا، ولجوء المؤسسات الأكاديمية إلى استخدام نمط التعليم الإلكتروني والتقييمات الإلكترونية، وفي ظل عدم توفر مراقبة مباشرة على الطلبة أثناء الامتحانات؛ انتشرت ظاهرة الغش الأكاديمي بين الطلبة، وأصبحت ظاهرة عالمية تشغل بال الأكاديميين، وانعكست سلباً على مصداقية العملية التعلمية ونتائجها، والسمعة الأكاديمية لهذه المؤسسات. وفي تقديري، توجد ثلاثة مصادر ممكنة للغش في الامتحانات الإلكترونية غير الخاضعة للمراقبة:

أولاً: أن يقوم الطلبة بالعمل في مجموعات ويتكفل كل منهم بحل جزء من الامتحان، ومشاركة الحل.

ثانياً: الحصول على إجابات الأسئلة عن طريق البحث على الإنترنت، سواء في محرك البحث جوجل أو مواقع مخصصة للإجابة على الأسئلة، أو من مصادر تعليمية أخرى كالكتاب.

ثالثاً: أن يقوم طلبة قدامى أو أساتذة بالمساعدة في حل الامتحان، وقد يدفع لهؤلاء المال مقابل قيامهم بحل الامتحان.

فيما يلي بعض المقترحات للتخفيف من ظاهرة الغش الإلكتروني، وتستند إلى الممارسة باستخدام النظام التعليمي موودل Moodle، وبه الكثير من المزايا التي تساعد في تسهيل عملية التعلم، لكن معظمها يصلح لأنظمة أخرى.

  1. تذكير الطلبة على الدوام بالأمانة الأكاديمية والطلب منهم التوقيع على نموذج خاص بالأمانة الأكاديمية قبل أخذهم الامتحان.
  2. إعطاء الامتحان الإلكتروني لجميع الطلبة في نفس الوقت، وهذا يحد من إمكانية نقل الأسئلة أو الحلول للطلبة الذين يقدمون الامتحان لاحقاً.
  3. تحديد وقت مناسب ومنصف للامتحان، بحيث يستطيع الطلبة الإجابة دون ضغط عامل الوقت، وألا يعطى متسع من الوقت بحيث يسمح للطلبة القيام بعمليات غش على نطاق واسع، واستخدام قاعدة 1-3، بحيث إذا احتاج المدرس دقيقة إلى حل السؤال، يعطى الطالب 3 دقائق لحله.
  4. استخدام أسئلة عشوائية من بنك أسئلة، بحيث تظهر أسئلة مختلفة عند كل طالب، مع مراعاة مستوى الأسئلة، ويتم ذلك بأخذ الأسئلة من بنك تصنف فيه الأسئلة في فئات حسب مستوى صعوبتها.
  5. استخدام نمط الأسئلة التتابعية Sequential ذات الاتجاه الواحد في مجموعات وليس كل سؤال على حدى، وذلك لإنصاف الطلبة، والحد من عملية الغش في نفس الوقت، بحيث تظهر مجموعة صغيرة (3-5 سؤال) أمام الطالب في المرة الواحدة، يستطيع التحرك بينها بسهولة، ولا يستطيع العودة إلى المجموعة السابقة بعد الانتهاء من الإجابة على أي مجموعة.
  6. وضع الأسئلة على شكل صورة وليس نص، وذلك للحد من إمكانية البحث عن جواب لها باستخدام محركات البحث على الإنترنت مثل جوجل.
  7. اعتماد نمط الأسئلة الحسابية متغيرة الجواب، التي تأخذ مدخلاتها من مصفوفات من القيم، ما يعني ظهور أسئلة متشابهة بأجوبة مختلفة عند الطلبة.
  8. استخدام الخاصية العشوائية Randomization سواء في ترتيب الأسئلة، أو في ترتيب الإجابات.
  9. التنوع في نمط الأسئلة، بحيث تقيس أسئلة الامتحان مهارات ذات مستوى عالٍ مثل التحليل والتركيب والاستنباط، والتقليل من استخدام الأسئلة التي تقيس مهارات ذات مستوى منخفض مثل أسئلة التذكر والصح والخطأ وغيرها.
  10. الابتعاد عن استخدام أسئلة من الإنترنت أو من بنك أسئلة من قبل الناشر، وفي حال الضرورة، يمكن استخدام هذه الأسئلة بعد إجراء بعض التعديلات في مطالبها.
  11. استخدام أنماط مختلفة من التقييم بالإضافة للامتحانات مثل المشاريع، ودراسة الحالات، والعروض.
  12. نسج طرق فعالة للتواصل مع الطلبة، والإجابة عن استفساراتهم، والرد على تساؤلاتهم، ما يزيد من قوة العلاقة بين الطالب والمدرس، وتقلل من دافعية الطالب للغش.
  13. استخدام امتحان تجريبي ليتدرب عليه الطلبة، وجعل الامتحان مفتوحاً، بحيث يمكن للطالب إعادته عدة مرات.
  14. عمل امتحان يحتوي على بعض الأسئلة الذاتية (Subjective) أي أسئلة مقالية، بالإضافة إلى الأسئلة الموضوعية (objective) مثل اختيار من متعدد، أو صح/ خطأ، وتصحيح هذه الأسئلة يدوياً. 
  15. إعطاء امتحانات كثيرة بأوزان قليلة تقلل الدافعية لدى الطلبة للغش خاصة إذا كان الغش يتم عن طريق الاستعانة بمن لديهم الخبرة أو مقابل دفع المال.
  16. تشديد العقوبة وتطبيق تعليمات الأمانة الأكاديمية في المؤسسة على من يثبت فعلاً قيامه بالغش.

أخيراً، علينا أن نتذكر أن الضغط على الطلبة يساعدهم في اللجوء إلى الغش، وأنصح باعتماد قاعدة العلامات النسبية، أي قياس أداء الطلبة بالنسبة لبعض، بحيث تعتمد أعلى علامة حصل عليها طالب في الامتحان كعلامة عظمى أو قريبة من العظمى في حدود 10%. وتقاس باقي علامات الطلبة بناءً على ذلك.