ورشة في نابلس توصي بالنهوض بالاقتصاد التدويري من خلال الابتكار والتعليم

عقدت جامعة بيرزيت يوم الاثنين 30 آب 2020 ورشة عمل تعريفية ثانية لمشروع: «تشجيع النهوض بالاقتصاد التدويري من خلال الابتكار والتعليم في الصناعات الإبداعية في مدن البحر المتوسط» في غرفة تجارة وصناعة محافظة نابلس، بمشاركة حضور مميز يمثل المؤسسات الحكومية ذات العلاقة والعديد من ممثلي الجامعات والنقابات والاتحادات الصناعية والحرف اليدوية وأصحاب العلاقة المباشرة وأصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة المستفيدين من المشروع.

وهدف هذا اللقاء إلى توعية صانعي القرار والمؤسسات العامة والخاصة بموضوع التدوير والاقتصاد التدويري وأثره في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية من خلال دعم الصناعات الثقافية الصغيرة ومتوسطة الحجم، وذلك عن طريق عرض نتائج البحث الميداني والتطرق الى نتائج تحليل (SWOT PEST) مع مناقشة وتوجيه أسئلة مباشرة للمؤسسات الحكومية والأهلية ذات العلاقة.

افتتح الورشة مدير المشروع من جامعة بيرزيت د. شادي غضبان، آملاً أن يتمكن هذا المشروع في الاسهام بتطوير المنطقة والنهوض بالاقتصاديات المحلية وتعزيز التعاون العابر للحدود في حقول هامة مثل الثقافة والتعليم والتكنولوجيا والابداع، الأمر الذي سيساعد على تحقيق المزيد من التقارب بين شعوب المتوسط. كما وتحدث د. الغضبان عن أهمية المشروع ودوره في الاقتصاد التدويري في فلسطين لأنه يشكل موروثاً زاخراً في مدننا من شأنه أن يعمل على الارتقاء بهذه المدن وإعادة احيائها وتجديدها اقتصاديا.

تلى ذلك كلمة المستضيف السيد عمر هاشم رئيس غرفة تجارة وصناعة محافظة نابلس، الذي عبر عن سعادته للعمل من اجل انجاح تطلعات المشروع ودعم المشاريع الصغيرة إلى متوسطة الحجم من خلال البحوث والابتكارات. وأضاف ان الصناعات والمنتجات التقليدية تحتل مكانة خاصة في قطاع الصناعة الفلسطينية نظراً للبعدين التراثي والاقتصادي لها، فهي تعبر عن تاريخ وثقافة الشعب الفلسطيني، اضافة الى كونها مصدراً للدخل الوطني وعلينا تطويرها بالشكل المطلوب. وأعرب السيد هاشم عن أمله في أن يساهم هذا المشروع في تحقيق النهوض بالصناعة والمنتجات الفلسطينية التراثية التي تحتاج الى كل دعم ممكن لتصمد امام المتغيرات والتطورات.

واستهلت السيدة عنان الأتيرة نائب محافظ محافظة نابلس مداخلتها بتوضيح أهمية وقع الاختيار على مدينتي نابلس والخليل بالتحديد وذلك بسبب الثقل الاقتصادي للمدينتين في فلسطين الذي يمزج ما بين الإرث الثقافي والحضاري. وتطرقت الاتيرة الى ان فلسطين تعرضت للكثير من المنغصات لعدم تنفيذ الكثير من المشاريع فيها وبالتالي أدى ذلك الى خلق احتياج كبير لوجود نظم اقتصادية وسياسات واضحة، لذلك أشارت الى أن هذا المشروع يمثل فرصة كبيرة تفسح المجال للحرفيين بمختلف مشاربهم للتعلم وتبادل الأفكار والثقافات بين الدول المشاركة من خلال أنشطة المشروع.

وتحدث المهندس سميح طبيلة رئيس بلدية نابلس عن أهمية وجود مثل هذه المشاريع الدولية التي تركز على إعادة التدوير لما لها من تبعات اقتصادية تستفيد منها قطاعات عديدة تؤدي بالضرورة لرفع مستوى البلد الاقتصادي. كما أكد على ضرورة دعم أصحاب الحرف وادراج مفهوم إعادة التدوير والاستغلال الأمثل للموارد في العملية الإنتاجية.

وتم عرض نتائج البحث الميداني ونتائج الاستبيانات واهمها أن 80٪ من المواد الخام في المشاريع الصغيرة والمتوسطة الخاضعة للبحث ضمن المشروع هي مواد جديدة غير معادة التدوير، وأن معظم اصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة لم يتلقوا أي برنامج تدريب متخصص في حقل الاقتصاد التدويري وأنهم على استعداد للمشاركة في برنامج المشروع.

في نهاية الورشة تم صياغة العديد من التوصيات التي صدرت من قبل المؤسسات الرسمية والأهلية ومن أبرزها ايلاء كلَّ اهتمامٍ لهذا القطاع الاقتصادي الهام والذي تعتاش منه الكثير من الأُسر والافراد، واعتماد أدوات تتعلق بتطوير منهجية واقعية للتسويق الصحيح ولأساليب الترويج الخارجي والداخلي للمنتجات، وأيضا العمل على توفير الدعم المادي والمعنوي لخفض هجرة العاملين في الصناعات التقليدية إلى مجالات عمل أخرى خاصّةً من قبل الاجيال الجديدة. كما تم التأكيد على العمل لرفع نسبة التوعية بأساليب الحفاظ على الصحة والسلامة المهنية، واخرها دعوة هذه المنشآت الى الإقبال على الانتساب إلى الغرف التجارية باعتبارها حاضنة لها تطبيقا للقانون، ولما لذلك من مردود مهني واقتصادي عليهم.