محاضرة لدائرة العلوم السياسية تناقش أسباب نجاح الثورة التونسية

"التجربة التونسية شهدت تقدماً نسبياً نحو الديمقراطية مقارنة بالدول العربية الأخرى، وذلك يرتبط بالبعد التاريخي للدولة التونسية في المكان والزمان، والخطوات الجدية التي خطتها تونس بعد التحرر من الاستعمار في عملية التحديث"، هذا ما بينه أستاذ العلوم السياسية د. هاني موسى في محاضرة نظمتها دائرة العلوم السياسية وأدارها رئيس الدائرة د. مراد شاهين، يوم الإثنين 2 كانون الأول 2019، بعنوان: "لماذا نجحت تونس وتعثرت البلدان العربية الأخرى".

وأشار د. موسى أن القوانين التي تبنتها تونس بعد التحرر انتجت المساواة بين الجنسين وعززت الحريات، هذا إلى جانب الإرث المؤسساتي الذي ترتكز عليه تونس ونسبة التعليم العالي ودور المرأة الفاعل في الحياة التونسية، وأضاف: "بالرغم من ذلك إلا أن هناك تحديات وعقبات مازالت تواجه الدولة التونسية أبرزها الأوضاع الاقتصادية والأمنية وخلق تنمية محلية مرتبطة بالتشغيل للآلاف من الخريجين العاطلين عن العمل ومكافحة الفساد وتحديث البنية التحتية ومواجهة امتدادات الأزمة الليبية اذ لم يكن هناك موازاة من قبل الحكومات التسعة التي تعاقبت على حكم تونس من عام 2011 وحتى عام 2019 بين التقدم نحو الديمقراطية والعملية التنموية."

واختتمت المداخلة بقراءة في نتائج الانتخابات التونسية الأخيرة البرلمانية والرئاسية. اذ أكد د. موسى على ان هناك حالة ملل عامة في المجتمع التونسي من الوجوه التقليدية التي لم تنجح في اخراج تونس من ازماتها الاقتصادية والاجتماعية، وتجلى ذلك في سقوط الأحزاب الوسطية واندثار اليسار وتراجع حزب النهضة وهبوط حزب النداء الحاكم، اذ انه منذ عام 2011 وحتى تاريخه كان المشهد السياسي في تونس عبارة عن صراع بين تيارات مختلفة دون انعكاس على وضع الناس المعيشي والحياتي.