في ذكرى النكبة

تمر ذكرى النكبة علينا، فتنكأ جرحًا لم يبرأ بعد، وما زال طريًّا مؤلمًا، كأن الزمن ملح يزيد الوجع والإحساس بالخسارة.

في كل عام، نتذكر الأجداد الذين طردوا من ديارهم، وحملوا مفاتيح بيوتهم وكواشين أراضيهم، على أمل عودة لم تتحقق، ولكن أبناءهم وأحفادهم لم يفقدوا الأمل، وما زالت يافا وحيفا وعكا وصفد وطبريا، وطننا، الذي لن تستطيع السياسة وشروطها أن تنزعه من صدورهم.

إحدى الصور لنكبة عام 1948، حيث تهجر ما يقارب 800000 فلسطيني من ديارهم وأراضيهم. في الصورة نستذكر حالة الشتات والتهجير التي عاش بها أجدادنا وأهالينا في النكبة.

في جامعة بيرزيت، نؤمن أن دورنا المحافظة على روايتنا ونقلها من جيل إلى جيل، ونطرح في الجامعة مساقات وبرامج، وننظم ندوات ومحاضرات وفعاليات، بشكل مستمر، تحيي الذكرى، لا باعتبارها احتفالاً، بل لتجديد العهد وبث الهمة في عقول الطلبة وقلوبهم، بأن التأخر في الوصول إلى الهدف لا يعني التوقف عن السعي إليه، مهما كانت المعيقات والعقبات.

لقد كانت جامعة بيرزيت جزءًا من المعركة التي تلت وعد بلفور المشؤوم، معركة الرواية، ومعركة التوثيق والتأصيل لتاريخنا الشفوي ولقرانا المهجرة عبر عدة برامج نفذتها مراكز الجامعة ومعاهدها وكلياتها، وهي تدرك أن دورها الوطني لا يقل أهمية عن دورها الأكاديمي، بل هما مساران يصبّان في هدف واحد:

إعداد جيل متعلم واعٍ مدرك لحقيقة الصراع، يعرف حدود فلسطين التاريخية، ويعرف خارطتها، ويعلقها تميمة على صدره.

كما يعرف تمامًا أن ما حدث قبل 71 عامًا، كان مزحة سمجة دفعت ثمنها الجغرافيا، لكن التاريخ ما زال ينتظر العودة إلى سكة الحق والحقيقة. وما زالت العودة إلى الديار التي هجرنا منها حقًّا لن يضيع، ما دام في هذا الشعب قلب ينبض.

يكتب طلبة بيرزيت ما حدث في النكبة على هامش دفاترهم، لكنهم يتركون المتن ورأس الصفحة الأولى للحديث عن البحر والبيارة والبيادر في حيفا ويافا ومرج ابن عامر.