دائرة الإعلام تستضيف المصور والصحفي الفرنسي "نيكولا شامبو"

استضافت دائرة الإعلام في جامعة بيرزيت، الاثنين، 8 نيسان 2019 المصور الصحفي ومنتج الأفلام الوثائقية الفرنسي "نيكولا شامبو" وذلك بحضور عدد من طلبة الإعلام والأساتذة والمهتمين في مجال صناعة الأفلام الوثائقية.

وتحدث "شامبو" عن أهمية الأرشيف في إنتاج الوثائقيات كوسيلة "لحفظ ذاكرة الشعوب وعدم ضياع التاريخ"، كما وشارك الحضور تجربته الغنية بالانتاج الخاص بالسينما والراديو والأرشيف والتغطية الإخبارية، ومنها عرج شامبو إلى بعض بعض أعماله الوثائقية ومنها فلم بعنوان: "الدولة ضد مانديلا"، وفيلم آخر بتقنية الواقع الافتراضي "المتهم رقم اثنين".

خصص المخرج الفرنسي جانبًا من حديثه عن أهمية الأفلام الوثائقية في الحالة الفلسطينية، وقدم نصيحته لمن يرغب في صناعة الأفلام من الفلسطينيين بضرورة البحث عن طرق جديدة والبحث عن زوايا مختلفة "تدهش وتصدم المشاهدين" في طريقة سرد القصص، والابتعاد عن تكرار نفس القضايا والمواضيع. كما نوه "شامبو" إلى أهمية مخاطبة الجمهور الغربي والسعي للوصول بالأفلام الفلسطينية إلى العالمية، ومن ذلك البحث في القصص الإنسانية المشتركة مع الآخرين.

كما أنه يتوجب على صانع الأفلام أن يفترض أنه أمام شركة انتاج سينمائي يريد أن يقنعها بفكرة فيلمه، وينبغي عليه أن يجيب عن السؤال التالي: لماذا هذا الفيلم من المهم أن يراه الجمهور الأمريكي مثلا، ولماذا هو مهم في هذا الوقت بالذات عام 2019؟ "القصة هي أهم عنصر في الفيلم، ثم بعد ذلك تأتي الزاوية التي يختارها المخرج لسرد تلك القصة".

وعن فيلمه "الدولة ضد مانديلا"، تحدث المخرج الفرنسي "شامبو" عن التحديات التي واجهها خلال إعداد الفيلم خصوصا أن المرجعيه التاريخية للفلم بنيت على الأرشيف الصوتي لجلسات المحاكمة التي امتدت لتسعة شهور، والتي تكونت من ما يقارب الـ 256 ساعة، دون وجود أي مقاطع فيديو أو صور، وهو ما شكل التحدي الرئيس في طبيعة وشكل بناء الفيلم.

كما واجه " شامبو" تحديا آخر تمثل في وفاة أغلب الشخوص الرئيسيين المتهمين والمشاركين في المحاكمة، وبعضهم الآخر طاعن في السن. ومن حسن حظه أن استطاع إجراء مقابلات مع أشخاص بعضهم فارق الحياة بعد أشهر قليلة من إجراء المقابلة ومنهم زوجة نيلسون مانديلا السابقة التي توفيت بعد ثلاثة أشهر من مقابلتها.

وتحدث "شامبو" كيف أنه حاول أن يخرج الفيلم من الإطار التقليدي الممل بالاستعانة في سرد القصة بالرسم "الانيميشين" إلى جانب المقاطع الصوتية المختارة لتقريب الصورة للمشاهد بالإضافة إلى المقابلات التي أجراها مع بعض من كانوا شهودا على تلك الأحداث.

 يذكر أن فيلم "الدولة ضد مانديلا" يختص بعرض ظروف وتفاصيل وسياق المحاكمة التاريخية لنيلسون مانديلا في عام 1963، في ظل نظام الفصل العنصري الذي كان يحكم آنذاك في جنوب أفريقيا.