ندوة حول حلول معالجة بطالة الشباب

عقد معهد بيرزيت للإدارة الحكومية ومركز دراسات التنمية في جامعة بيرزيت بالتعاون مع مشروع الأمم المتحدة الإنمائي/ برنامج مساعدة الشعب الفلسطيني (UNDP/PAPP) ومتحف محمود درويش، الإثنين 26 تشرين الثاني 2018، ندوة حول "الحلول المطلوبة لمعالجة مشكلة بطالة الشباب في فلسطين".

ووفقا للجهاز المركزي للاحصاء الفلسطيني فقد ارتفع معدل البطالة في عام 2017 بين الأفراد من (20-29) سنة الحاصلين على مؤهل دبلوم متوسط أو بكالوريوس في فلسطين إلى 56%، فيما بلغت نسبة بطالة خريجي الجامعات 41% في الضفة الغربية و73% في قطاع غزة.

وتحدث في الندوة التي أدارها عضو الهيئة الأكاديمية في دائرة العلوم الاجتماعية والسلوكية في جامعة بيرزيت د. علاء العزة كل من: رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي لشركة "صفد" إبراهيم برهم، عضو مجلس إدارة بنك فلسطين رئيسة منتدى سيدات الأعمال الفلسطيني  مها أبو شوشة، مدير الصندوق الفلسطيني للتشغيل والحماية الاجتماعية للعمال مهدي حمدان، وعقب على المتحدثين مدير شركة (AIM) لتقنيات المعلومات سام بحور.

وطالب برهم الخريجين الجدد والباحثين عن فرص عمل بأن يتعاملوا مع أنفسهم على أنهم وحدة واحدة، بمعنى أن عليهم أن يطوروا مهاراتهم الفردية، مشيرا إلى صعوبة تلقي الدعم لفئة الشباب من قبل القطاع الحكومي أو القطاع الخاص في المدى القريب. وأضاف أن ارتفاع نسبة البطالة يهدد النظام الاقتصادي، لكنّه لا يعني انسداد الآفاق أمام الراغبين بالعمل، وقدم نماذجا حول الأفكار الصغيرة التي استطاع من خلالها أشخاص تحقيق مكاسب جيدة.

بدورها شددت أبو شوشة على أهمية أن ينتبه الطلبة إلى ضرورة التخطيط المبكر لمستقبلهم المهني، وعرضت مجموعة من الإحصائيات التي تتناول الواقع الصعب للشباب وفرص العمل، والتي تعكس التحدي الكبير أمام الباحثين عن العمل في المستقبل. وأشارت إلى تجربتها في تشكيل منتدى سيدات الأعمال، والمساعدات التي يقدمها المنتدى للسيدات الراغبات في تطوير حياتهنّ المهنية.

أما حمدان فقدم نبذةً حول الصندوق الفلسطيني للتشغيل، ودوره على مختلف المستويات العملية والتدريبية والسياساتية، موضحا أنه يعمل مع الشباب على محورين رئيسين، هما الخدمات التقنية لكل راغب بإنشاء مشروعه الخاص، والقروض التي يساعد الصندوق في تسهيلها للشباب من خلال البنوك أو مؤسسات الإقراض بنسب فائدة معقولة. وانتقد حمدان الفجوة الكبيرة بين التخصصات المطروحة في الجامعات واحتياجات سوق العمل، وعدم جدية الجامعات بالمواءمة بين التخصص والسوق، وشجّع الشباب على التوجه إلى التخصصات الفرعية والمتخصصة.

ومن جهته قال بحور إن حجم المعلومات الكبير والمتاح أمام الباحثين عن العمل يخلق أمامهم فرصا كثيرة جدا، موضحا أن الجامعة الحقيقية أو مركز التعليم الحقيقي هو جهاز الكمبيوتر الخاص بالطالب وشبكة الإنترنت حسب رأيه. وأشار إلى أن معظم الأرقام والإحصائيات التي تصف واقع البطالة وفرص العمل تتحدث من واقع الاقتصاد الرسمي التي لا تعكس الحقيقة بالضرورة، مشجعاً الباحث عن عمل بأن يجد المؤسسات والجهات التي تعمل في محيط اختصاصه واهتماماته ويحاول التواصل معها. وأكد بحور أن الكثير من القطاعات في الضفة الغربية وقطاع غزّة تحتاج إلى تطوير، مشيرا إلى قطاع السياحة والزراعة وما يمكن للأفكار التطويرية في هذه القطاعات أن تخلقه من فرص عمل. وشدّد أخيرا على أهمية الاستثمار خارج رام الله، والاستثمار في غزة والقدس والمخيمات.