رئيس جامعة بيرزيت يختتم جولة في أميركا

اختتم رئيس جامعة بيرزيت د. عبد اللطيف أبو حجلة، مؤخراً، جولة في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث شارك في المؤتمر العالمي العشرين لفلسطينيي الاغتراب تنظمه مؤسسة الأراضي المقدسة المسيحية المسكونية في واشنطن تحت عنوان: "القدس بيتنا الجامع"، وحضر حفلاً بمناسبة 50 عاماً على تأسيس الجمعية الخيرية المتحدة للأراضي المقدسة، في شيكاغو ونيوجيرسي.

ففي واشنطن، قدم د. أبو حجلة كلمة في المؤتمر الذي يهدف إلى ربط الفلسطينيين المقيمين في الولايات المتحدة بجذورهم الفلسطينية، ويسعى إلى بناء شراكات مع كافة المؤسسات الشبابية والأكاديمية والتنموية والاقتصادية، مع تركيزه على أوضاع مدينة القدس ودور المسيحيين والمسلمين في التعليم والثقافة وحضارة القدس، وأكد حرص الجامعة على الارتقاء بدورها على كافة الصعد، وأن تكون لها مساهمات ومبادرات ليس على الصعيد المحلي فحسب، بل والعربي والدولي، لافتاً في المقابل إلى عظم التحديات التي تفرض نفسها على الجامعة، ومن أبرزها الاحتلال الإسرائيلي وممارساته بحق التعليم العالي في فلسطين بشكل عام والقدس بشكل خاص.

وتحدث عن تميز جامعة بيرزيت في التصنيفات العالمية، حيث "نجحت في دخول القائمة العالمية للعام 2019 لتصنيف QS، لتؤكد بذلك مكانتها ضمن أفضل 2.7% من جامعات العالم، وأوضح أن الجامعة تقدم 111 برنامجاً أكاديميّاً، من ضمنها 75 برنامجاً على صعيد البكالوريوس، و32 برنامجا على صعيد الماجستير، وبرنامج دكتوراة في مجال العلوم الاجتماعية". كما تحدث عن برنامج الدراسات العربية الفلسطينية في جامعة بيرزيت "PAS"، الذي يعد واحداً من أهم البرامج ذات البعد الدولي، فالبرنامج الذي انطلق عام 1994 يثري بيئة الحرم الجامعي بوجود حضور دولي وثقافات وجنسيات متعددة، فيتفاعل طلبة جامعة بيرزيت الفلسطينيون مع الأجانب في الساحات، ويتبادلون النقاش والتجارب والثقافات.

كما شارك د. أبو حجلة في حفلين خيريين بدعوة من الجمعية الخيرية المتحدة للأراضي المقدسة بمناسبة مرور 50 عاماً على تأسيسها، وهي مؤسسة خيرية أنشأها رجال أعمال فلسطينيون يحملون الجنسية الأمريكية ويقيمون في الولايات المتحدة الأمريكية، ويقدمون منحاً دراسية لطلبة الجامعات الفلسطينية، ومساعدات مالية للأيتام والمحتاجين والذي عقد في مدينتي شيكاغو ونيوجيرسي.

وأكد خلال هذا الحفل على "رؤية الجامعة لتبقى مؤسسة ريادية، وتساهم في الإنتاج المعرفي محليّاً وعالميّاً، وتعمل على توفير بيئة مستنيرة، وتتيح حرية الفكر والتعبيرِ. ومن أهم أهدافها تخريج طلبة أكْفاء قادرين على العمل والإنتاج، وتطوير الإنتاج المعرفي، وتعزيز المشاركة المجتمعية. ومن أهم أولوياتها تحقيق الاستقلالية المالية والمعرفية، وتعزيز الريادية كنمط حياة، وتفعيل المشاركة الطلابية كضرورة للابتكار والإبداع".

وخلال هذا الحفل، تم تقديم 71 منحة جزئية لطلبة جامعة بيرزيت، وتعهد منظمو المؤتمر أن يتم توسيع أعداد المنح الدراسية الخاصة بطلبة الجامعة خلال السنوات القليلة المقبلة.

كما التقى د. أبو حجلة بعدد من خريجي الجامعة في مدينة شيكاغو، وأثنى على الأثر الإيجابي لأداء خريجي جامعة بيرزيت، والمكانة المرموقة التي وصلوا إليها، ونقل لهم آخر المستجدات في جامعة بيرزيت، وتميزها في الساحات المحلية والعربية والدولية.

كما زار د. أبو حجلة مدينة نيويورك، وشارك في اجتماع بمقر الأمم المتحدة في نيويورك مع سفراء ومندوبي الدول العربية، وناقش معهم واقع القضية الفلسطينية بشكل عام، وما يتعرض له قطاع التعليم في فلسطين من انتهاكات إسرائيلية بشكل خاص، وذلك بحضور مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة د. رياض منصور ورئيس أساقفة سبسطية للروم الارثوذكس المطران عطا الله حنا الذي تحدث عن القدس ووضعها تحت الاحتلال، ودور المسلمين والمسيحيين في حماية الأماكن المقدسة.

وتحدث د. أبو حجلة خلال اللقاء عن رفض الاحتلال الإسرائيلي تجديد تأشيرات الدخول للأساتذة والموظفين الأجانب في جامعة بيرزيت، وقال إن "الاحتلال رفض مؤخراً تجديد التأشيرات الدولية لسبعة أساتذة من الجامعة، وهذا مؤشر خطير وله تأثير سلبي على التعليم في جامعة بيرزيت، وجامعات فلسطينية أخرى، لأنه يؤدي إلى مزيد من عزلة الجامعات الفلسطينية عن مجتمع الأكاديميين في العالم، وهناك تصاعد خطير ومزعج في رفض طلبات تمديد التأشيرات وفي حجم المتطلبات والشروط التعسفية المفروضة من قبل السلطات الإسرائيلية".

وأكدت المجموعة العربية على دعمها للشعب الفلسطيني وحقوقه، كما وأشاد د. أبو حجلة بالبعثة الفلسطينية بالأمم المتحدة وبالسيد رياض منصور وعملهم الدؤوب لنصرة القضية الفلسطينية واسماع الصوت الفلسطيني في المحافل الدولية.

جدير بالذكر أن معرض فلسطين الدائم بمبنى الأمم المتحدة، بعنوان: "نبني المستقبل" "building the future" يضم صورة لطلبة جامعة بيرزيت في حفل التخرج السنوي.

كما التقى د. أبو حجلة المدير الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP مراد وهبة، وبحث معه سبل تعزيز التعاون بين الجامعة والبرنامج، لتحقيق أهداف التنمية المستدامة ودعم القدرات الشبابية الفلسطينية، وتنظيم الفعاليات والأنشطة المشتركة، وقدم د. أبو حجلة للسيد وهبة نبذة عن برنامج القيادة والمواطنة الفاعلة، الذي تطلقه الجامعة بمسمى "مساري"، حيث انطلقت محطتا المناظرة والمواطنة، لطلبة السنة الثانية في البرنامج، وواصلت محطتا الكفاءات الشخصية والمسار المهني استقبال طلبة السنة الأولى، وبذلك أصبح عدد الطلبة الملتحقين في البرنامج ما يقارب 6000 طالب وطالبة. وابدى وهبة اعجابه بهذا البرنامج القيم، وبحث الطرفان دعم هذا البرنامج وبرامج ريادية أخرى في جامعة بيرزيت.