"إضاءة في خريف الرأسمالية " مؤتمر لدراسات التنمية تكريما للمفكر سمير أمين

عقد مركز دراسات التنمية بالشراكة مع مؤسسة بيسان للبحوث والانماء يوم السبت 27 تشرين الأول 2018، مؤتمرا فكريا بعنوان: "اضاءات في خريف الرأسمالية " تأبينا للمفكر المصري الراحل سمير أمين.  وتضمن المؤتمر مشاركات واسعة لعدد من المفكرين الفلسطينيين والعرب بمشاركة واسعة من المهتمين بشؤون التنمية وقضايا التحرر.

وقدم المؤتمر عددا من المداخلات القيَمة التي حاولت الاضاءة على فكر سمير أمين وربطه بالواقع الفلسطيني والعربي في سياق الهيمنة الاقتصادية الامبريالية.

افتتح المؤتمر نائب رئيس الجامعة للشؤون المجتمعية د. عاصم خليل، والذي أكد أن جامعة بيرزيت لطالما شكّلت بإدارتها ومراكزها -ولا تزال-حاضنة تفاعليّة مهمة وحيويّة، لدعم ورعاية حرية الفكر والنقاش والجدل والاختلاف والتنوّع. وأقال "يلعب مركز دراسات التنميّة فيها، دوراً مركزياً في المساهمة الفعالة في الانتاج والتطوير المعرفي على المستويين المحلي والعالمي، عبر الأبحاث التي تفضي إلى معارف ومنتجات جديدة، والتي تساهم بدورها في اثراء الفكر والجدل والمعرفة، ومن خلال المشاركة المجتمعية، كنهج اصيل، يرتبط بتفعيل الحوار والشراكة التفاعليّة مع المجتمع المحلي بفواعله المختلفة، من أجل بناء مجتمع متين ومتقدم وواعٍ، قادر على إنجاز التحرر الوطني وتحقيق العدالة الاجتماعيّة."

وأضاف: "يأتي تنظيم هذا المؤتمر بعنوان: (سمير أمين-إضاءة في خريف الرأسماليّة) وبالشراكة مع مركز بيسان للبحوث والإنماء، منسجماً تمام الانسجام مع رسالة وأهداف ودور الجامعة، فسمير أمين مفكر مصريّ عربيّ تقدميّ، ذاع صيته وتأثيره العالميّ، وقد كرّس حياته للتأليف والابداع، ونشر عشرات الكتب، وعدد لا يحصى من المقالات، ليرحل عنا مستلاً قلمه الحرّ."

من جهتها أكدت مديرة مركز دراسات التنمية د. ليندا طبر على أهمية سمير امين كمفكر للعالم الثالث، حيث اضاف مساهمات أساسية ونوعية للفكر العالمي المعاصر والذي همشته القوى الكبرى وبذلك دعوة لأهمية استعادة نماذج مثل سمير امين لخدمة قضايا التحرر لشعوب العالم العربي والعالم الثالث عموما.

وأضافت أن المؤتمر منسجم مع رؤية وأهداف المركز، إذ شكل سمير أمين نموذجا ملهما للشعوب المقهورة في العالم فهو يمثل المفكر الملتزم في التغيير الجدي وقدم مساهمات نظرية تضاف للمكتبة الانسانية في الفكر التحرري.

بدورها قالت رئيسة مجلس إدارة مركز بيسان للبحوث والإنماء م. ناديا حبش إن العالم يحتاج في هذا الوقت الذي يتغول فيه رأس المال وينهب ويدمر دون ضابط أو رادع لفكر سمير أمين وذلك لعدم الانجراف في مستنقع السياسات الرأسمالية والامبريالية. ولفتت إلى ان سمير أمين كرس حياته لكشف وفضح السياسات الاقتصادية الرأسمالية من خلال انتاج نظري غزير وسياسات اقتصادية تنوية في مواجهة سياسات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.

وتابعت "بالرغم من أن خسارته تشكل خسارة كبيرة على صعيد الفكر الاقتصادي التنويري التقدمي المقاوم إلا أننا في مركز بيسان رأينا فيها فرصة لتجميع الطاقات واستنهاضها من أجل انتاج فكر مقاوم ينهل من إرث سمير أمين".

انعقد المؤتمر على ثلاث جلسات، حيث قدمت الجلسة الأولى، والتي جاءت بعنوان: "المعمار النظري لفكر سمير أمين: ما بين نظرية التبعية والماركسية"، ورقة بعنوان "ماركسية سمير أمين" لـ هشام غصيب و"المعمار النظري لسمير أمين" لـ سعود قبيلات من الأردن، و"تبعية العقيدة أعلى مراحل عقيدة التبعية" لـ علي عامر من فلسطين.

أما الجلسة الثانية "مدرسة التبعية وجدل القومية والاشتراكية"، فتضمّنت ورقة بعنوان "الأمة العربية والوحدة" لـ عماد الحطبة من الأردن، و"أزمة الرأسمالية العالمية: ما العمل" لـ حاتم بشر من مصر، و"الاشتراكية آلية لفك الارتباط" لـ روبير بشعلاني من لبنان، و"عرض نقدي لمدرسة التبعية" لـ رياض موسى من فلسطين.

أما الجلسة الثالثة فحملت عنوان: "نحو فك الارتباط مع المركز الرأسمالي" واشتملت على ورقة بعنوان "إسهامات سمير أمين في سياق العالم الثالث" لـ فيجاي براشارد من الهند، و"سمير أمين، من التنمية المتمحورة حول الذات إلى ضرورة فك الارتباط" لـ عادل سمارة، و"السيادة على الغذاء وحركة طريق الفلاحين -اتحاد لجان العمل الزراعي" لـ فؤاد أبو سيف و"مفهوم الحماية في التنمية في السياق الاستعماري: فلسطين نموذجاً" لـ جبريل محمد من فلسطين.

يذكر أن المفكر سمير امين قد توفي في آب المنصرم بعد 87 عاما كانت حافلة بالفكر التحرري المناهض لهيمنة الامبريالية على شعوب ودول العالم النامي، والتي تكبل أي امكانية تطور ذاتية لهذه الشعوب في سبيل ابقاء السيطرة عليها لتسهيل نهبها.