متحف الجامعة يستعد لإطلاق معرض المدن 6 "اللد- الحديقة المغيبة"

يستعد متحف جامعة بير زيت ومؤسسة عبد المحسن القطان، يوم الخميس 4 تشرين الأول 2018، لافتتاح النسخة السادسة من معرض المدن الذي سيتمحور حول ثيمة "مدينة اللد -الحديقة المغيّبة"، وهو يُعد جزءًا من معرض المدن في مهرجان قلنديا الدولي بفلسطين.

ويسلط المعرض الضوء على عملية النزوح التي شهدتها مدينة اللد لسكانها الأصليين، وبالتحديد منذ نكبة فلسطين 1948.  فقد صمم المهندسان كليفورد هوليداي وأوتو بولتشك، خلال فترة الانتداب البريطاني، مخططًا لمدينة اللد، بحيث تتسم بروح الحديقة المثالية الحديثة، حيث كان من المفترض لها أن تكون مدينة خاصة لا يقطنها إلا المستعمرون البريطانيون؛ غير أن هذا الأمر لم يتحقق، وحافظت المدينة على معالمها الشرقية التي بقيت على حالها، ولم تتطور في المناطق التي كان يعيش فيها السكان المحليون. وقد زاد خط سكة الحديد من أهمية المدينة؛ كونه يشكل ملتقى شمال أفريقيا ولبنان وسورية، إضافة إلى مطارها الذي أكسبها أهمية بالغة، من خلال الرحلات الجوية العسكرية والمدنيّة التي ربطت المدينة بباقي مدن العالم. ندعو الفنانين المهتمين إلى دراسة أوجه الاختلاف والتشابه التي تتناول نموذج التخطيط الاستعماري البريطاني المُستحضر، وما ينطوي عليه من أشكال مكانية وأخلاقية، والتحول الذي شهدته مدينة اللد، وممارسات التطهير العرقي الذي تعرضت له المدينة وجعلها معزولةً عن محيطها بشكلٍ تعسّفي، وسياسات التخطيط العرقي المنهجية التي كانت تهدف إلى إضعاف المجتمعات الفلسطينية وقمعها لصالح المهاجرين اليهود.

ويطرح المعرض أسئلة هامة، أبزها: هل يحمل النازحون اللدَّاويون اليوم ذكريات أفلاطونية لمدينتهم؟ ربما ليست حديقة الفردوس التي صممها هوليداي وبولتشك على أمل أن تصبح حقيقة واقعة، بل تلك المدينة التي كانت تنعم بالتناغم التاريخي والاجتماعي، ولكنها تحولت اليوم إلى مدينة تتسم بالفوضى والعنف.

يذكر أن مشروع معرض المدن هو سلسلة معارض مستمرة أطلقه متحف جامعة بير زيت في بداية 2009.  ومؤسسة وصاحبة مبادرة المشروع هي الفنانة فيرا تماري.

ويفتح المعرض كل عام أنشطته وفعالياته لفنانين وقيّمي معارض محليين ودوليين. ويهدف المعرض، بشكل أساسي، إلى لفت الانتباه وتسليط الضوء على التاريخ المهمّش للفلسطينيين، من خلال دراسة العلاقات المتنوعة التي تجمع الإنسان بالمكان والزمان.  والمعرض هو مشروع تجريبي يعتمد على الفنون البصرية المعاصرة والممارسات الثقافية كوسيلة لإنتاج المعرفة البديلة وتعزيز التغيير في المجتمعات، إذ يختار معرض المدن، كل عام، مدينة جديدة، حيث توجد إمكانية للتنقيب وتوليد قصص وروايات بديلة عن الفلسطينيين ومدنهم، والمحافظة على الرواية الخاصة لكل مدينة. وهو، أيضًا، بمثابة مصدر مفتوح للفرص، لنقل وترويج الفن المعاصر والممارسات الثقافية للجمهور الفلسطيني.