برنامج علاج النطق والسمع.. إقبال كثيف ومستوى أكاديمي مميز

وسط الزحام الذي تشهدة جامعة بيرزيت في فترة التسجيل والقبول التي تلي إعلان نتائج امتحان الثانوية العامة، كان رجل وزوجته يبحثان عن دائرة علاج النطق والسمع ليجلسا مع رئيسها ويستفسرا عن أقرب تخصص يمكن لابنتهم أن تلتحق به لتتمكن لاحقاً من تحقيق مرادها والتحول لدراسة علاج النطق والسمع، فهي مضطرة لهذا الخيار لأن عدد المقاعد محدود، ولم تحظ بأحدها.

وجد الزوجان رئيس دائرة علاج النطق والسمع ثائر عودة في مكتبه، وكنت أجري معه مقابلة صحفية، قاطعانا بلطف واستفسرا عن حاجتهما، فأخبرهما أن على ابنتهما أن تتفوق في العام الأكاديمي المقبل، حتى تتمكن من التحويل إلى التخصص الذي تريد، ثم غادرا بهدوء.

افتتحت كلية التمريض والصيدلة والمهن الصحية في جامعة بيرزيت برنامج بكالوريوس علاج النطق والسمع عام 2011 – 2012، بعد اعتماده من الهيئة الوطنية للاعتماد والجودة والنوعية لمؤسسات التعليم العالي الفلسطينية.

ويُعنى البرنامج بمعالجة اضطرابات النطق والسمع الخلقية والمكتسبة مثل مشاكل اللفظ، والتأخر اللغوي، والتلعثم، واضطرابات النطق واللغة الناتجة عن إصابات الرأس والسكتة الدماغية، وفقدان السمع بدرجاته وأسبابه.

وقد بادر لهذه الخطوة عميد كلية الصيدلة والتمريض والمهن الصحية الأسبق د. تامر العيساوي بالشراكة مع رئيس دائرة علاج النطق والسمع  في الجامعة الأردنية آنذاك د. نادية عبد الحق، وفقاً لعودة.

ويقول عودة: "نبعت الحاجة لتدريس هذا التخصص من كونه غير موجود في فلسطين، ومن وجود العديد من الحالات التي لديها مشاكل في النطق والسمع وتحتاج إلى علاج بالإضافة إلى الحاجة للعمل على الجانب البحثي في المنطقة لتطوير هذه المهنة".

وأضاف عودة: "نظام التدريس في كلية المهن الصحية هو نظام سنوي وليس نظاماً فصلياً، ويتم التركيز على الجانب العملي، ولهذا السبب، فإن قدرتنا الاستيعابية في كل عام لا تتعدى 40 طالباً، وهذا يستدعي وجود معاهد أو مراكز تدريبية وعلاجية في الجامعة".

"عيادة السمع والنطق في جامعة بيرزيت مجهزة بأحدث الأجهزة التي يحتاجها الطلبة في عملية الفحص والتقييم وكذلك عملية العلاج، ويتدرب الطلبة فيها على أيدي أساتذة حاصلين على أعلى الدرجات الأكاديمية ولهم خبرة طويلة في هذا المجال، بالإضافة إلى وجود اختصاصيين يعملون في العيادة ويستقبلون حالات تحتاج للعلاج من مجتمع الجامعة ومن خارجها"، حسب رئيس دائرة علاج النطق والسمع.

ومؤخرا، خرّجت جامعة بيرزيت الدفعة الرابعة من هذا البرنامج، علماً أن أول دفعة تخرجت في صيف عام 2015، ليبلغ عدد الذين تخرجوا منذ انطلاق هذا التخصص 134 طالباً.

ووفقا لعودة فإن "حوالي 70% من خريجي هذا التخصص مقدسيون ومن فلسطينيي الداخل المحتل، وهؤلاء لا يجدون صعوبة في الحصول على عمل أو في الحصول على رخصة مزاولة المهنة من وزارة الصحة الاسرائيلية، إذ إن ما يزيد على 80% منهم تمكنوا من اجتياز امتحان مزاولة المهنة الصعب، وغالبيتهم اجتازوه بعد التقدم لأول امتحان. أما طلبة محافظات الضفة، فما نسبته 100% منهم وجدوا فرصة عمل لهم مباشرة بعد تخرجهم".

وحول علاقات الدائرة مع مؤسسات المجتمع، قال "هناك علاقات تشبيك مع العديد من المؤسسات، ومن بينها المستشفى الاستشاري في رام الله وسيتم توقيع مذكرة تفاهم معهم بحيث سيعمل المركز على تقديم هذه الخدمات لهم لانهم يفتقدون لهذا القسم، كذلك هناك مذكرات تفاهم مع الجمعية العربية في بيت لحم ومركز الأميرة بسمة في القدس وجمعية الياسمين الخيرية للتأهيل ومركز تطوير مهارات الاتصال".

ومؤخرا عاد عودة من جولة له في ألمانيا وفنلندا حيث وقع عدة اتفاقيات شراكة وتدريب سنوي لعدد من طلبة الدائرة في مستشفيات ومراكز للسمع والنطق لمدد تتراوح بين 3-6 اشهر، كذلك تم بحث ادخال النظام الالماني في مجال السمع على المنطقة مع نقابة اخصائيي السمع في أوروبا.