جامعة بيرزيت ماضية في التحول نحو الطاقة النظيفة والمتجددة

في نهاية شهر نيسان الماضي، افتتحت جامعة بيرزيت مشروع توليد الطاقة باستخدام الخلايا الشمسية على سطح مبنى كلية عُمَر العقّاد للهندسة، وذلك بقدرة إنتاجية تصل إلى 259 كيلو واط، وبتبرع من الشركة العربية الفلسطينية للاستثمار "أيبك". ولكن هذا المشروع ليس الأول من نوعه في الجامعة، فتوجه بيرزيت نحو التحول للاعتماد على الطاقة النظيفة والمتجددة بدأ كفكرة في التسعينيات.

يقول مدير المكتب الهندسي في جامعة بيرزيت د. بشارة أبو غنام إنه قبل 25 عاماً تولدت قناعة لدى إدارة الجامعة بضرورة التوجه للاعتماد على الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء، فبدأت في ذلك الوقت بمحاولة تنفيذها على أرض الواقع بتسخين المياه في مبنى آل مكتوم من الخلايا الشمسية .

وأضاف: "استمر الحال على ما هو عليه حتى قمنا بتنفيذ مشروع تجريبي عام 2013، تمثل بإنشاء أول محطة لتوليد الطاقة الشمسية باستخدام الخلايا الشمسية فوق مبنى سميح دروزة بقوة 50 كيلو واط، وبالنظر إلى النجاح الباهر الذي حققه المشروع، اتخذ قرار بالتوسع في هذا المجال".

وخلال خمس سنوات، نجحت الجامعة في نصب الخلايا الشمسية على أسطح 5 مبانٍ هي: (معهد سميح دروزة للصناعات الدوائية، وكلية رياض توفيق الصادق للحقوق والإدارة العامة، وملحق الحقوق، وكلية عمر العقاد للهندسة، ومشاغل الهندسة) من أصل 14 مبنى صالحاً ومهيأ لاستقبال الخلايا الشمسية.

ووفقاُ لأبو غنام، فإن لدى الجامعة خطة للاعتماد على الطاقة الشمسية بنسبة 100% مستقبلاً، علماً أن نسبة الاعتماد في الوقت الحالي وصلت إلى 15–20%، وهذا ساهم في توفير نحو 100 ألف دولار سنوياً من فاتورة الكهرباء التي تبلغ قيمتها حوالي 600 ألف دولار.

بدوره، أوضح محمود المصري من دائرة تعزيز الموارد في جامعة بيرزيت  أنه طالما وجدت المشاريع التطويرية، سيزداد حجم وعدد المباني في الجامعة، وبالتالي سيزداد استهلاك الكهرباء والضغط على الجامعة، خاصة أنه يمكن استثمار المال الذي ينفق على الكهرباء في مشاريع جديدة.

وتابع: "الفكرة من مشروع الطاقة الشمسية هي أن تكون المباني قادرة على تغطية جزء من احتياجها، لأنه لا إمكانية لأن يغطي أي مبنى احتياجاته بشكل كامل، ولكن في حال قمت بتغطية 65% مثلا من احتياج المبنى من الطاقة، فأنت تتحدث عن توفير مبلغ من المال لتغطية نفقات أخرى للكلية، ويمكن أن يساعد ذلك على إنشاء مشروع جديد على المدى البعيد".

وبين أن عملية اختيار أي مبنى لإقامة خلايا شمسية فيه يعتمد بالدرجة الأولى على جاهزيته، فعلى سبيل المثال، إن مبنيي التمريض وملحق الحقوق جاهزان لإنشاء خلايا شمسية فيهما كون سطحيهما غير مستهلكين كمبنى كلية العلوم، لافتاً إلى عامل آخر يتمثل في استعداد المانح، فعائلة العقاد مثلاً تتكفل بكافة احتياجات مبنى كلية الهندسة الذي تبرع بإنشائه رجل الأعمال عمر العقاد ومؤخراً تبرع نجله طارق بتكاليف مشروع الطاقة الشمسية فيه، وأضاف أن هناك مانحين لديهم اهتمام في موضوع الطاقة النظيفة فيأتي دعمهم للجامعة انطلاقا من هذه النقطة، ومن بين الأمثلة على ذلك ممثلية التشيك التي دعمت مشروع ملحق الحقوق.

واختتم المصري حديثه بالقول "نعمل بكل طاقتنا لتنفيذ هدفنا المتمثل في تغطية كافة أبنية الجامعة بالطاقة الشمسية في أسرع وقت ممكن، ولكن هنالك محددات وعوامل تلعب دوراً مهّما في هذه القضية، وأهمها العامل السياسي وسياسة الجامعة في الحصول على التمويل ".