رسالة ماجستير لـقَسم الحاج محمد: الأغنية السياسية الفلسطينية تُسجل التاريخ والأسطورة

أكدت رسالة ماجستير للطالبة في برنامج الدراسات العربية المعاصرة قسم ذيب الحاج محمد، على دور الأغنية السياسية الفلسطينية في رواية الحبكة الفلسطينية وتحويل الفعل التاريخي إلى أسطورة وأيقونة، بما لا يمس بمصداقية الرواية وإنما يكمّلها ويثبّتها فيمكن من خلالها تكوين سجل تاريخي وثائقي هائل.

وبحثت الرسالة في دور الأغنية السياسية في تثبيت حكاية الفلسطينيين الجماعية منذ نهايات حكم الامبراطورية العثمانية وحتى الاستعمار الصهيوني في العام 2015، منطلقة من افتراض أن الأغنية السياسية ينتجها سياق تاريخي تعمل على تسجيله بطريقة الرأسمال المحكي، وهو ما رصدته الدراسة عبر تحليل مجموعة من الأغاني في كل مرحلة تاريخية مبحوثة.

وحملت الدراسة عنوان: "الأغنية السياسية الفلسطينية: الملحمة الغنائية والرواية (1905-2015)"، بإشراف الأستاذ في برنامج ماجستير الدراسات العربية المعاصرة د. عبد الرحيم الشيخ، وأشارت إلى أن الأغنية ومن خلال "أسطرة" الفعل الفلسطيني فإنها تواصل حربها النفسية على المستعمر، وترد على نفيه المستمر للوجود الفلسطيني.

كما وتوضح أنه بعد تفكك الإمبراطورية العثمانية وبداية الاستعمار البريطاني حتى النكبة تميزت الأغاني الفلسطينية بتوجهها لتشكيل حالة ثقافية ثورية وتحريضية على المستعمر، وفي المرحلة الزمنية اللاحقة التي تلت النكبة وحتى 1967 اقتربت الأغنية من نظيرتها العربية وخاصة المصرية ذات التوجه القومي الناصري، واختفى الإنتاج الغنائي الفلسطيني المحلي باستثناء بعضاً من الأغاني الشعبية كالدلعونا وظريف الطول والعتابا.

كما شهدت الأغنية السياسية عدة تحولات خلال مرحلة الحكم العسكري الصهيوني بعد 1967 متأثرة بتحولات سياسية على المستوى الفلسطيني، وتتميز هذه الحقبة بالدور الذي لعبته أغاني صوت العاصفة وفرقة العاشقين في صياغة هوية فلسطينية مقاتلة.

وتبحث الرسالة أغنيات مرحلة ما بعد اتفاق أوسلو 1993، وفيها تجلى الرفض الشعبي لاتفاق أوسلو في أغاني أبو عرب، إلى جانب حالة من الأمل والتخوف من نتائج العملية السلمية. فيما يحمل انتشار أغاني المقاومة الإسلامية بعد العام 2006 مؤشر لوصول الحركة الإسلامية وحماس، للسلطة ما عكس تحولات هامة على صعيد الهوية الفلسطينية.

وتقول الباحثة عن أغاني العام 2015: "الأغاني بعد "ثورة السكاكين" اشتركت بدرجة عالية في التأكيد على خيار المقاومة المسلحة لكتابة التاريخ الفلسطيني وامتلاكه أيضاً، فالأغاني، هنا امتلكت التاريخ لأنها كتبته هي، ومن موقع الفاعل القوي لا الشاهد الضعيف، وكأنها معسكر ثوري يوجه ويقود الأفراد والجماعات. واستطاعت أن تروي التاريخ الفلسطيني من وجهة نظر المقاوم والمقاومة ورؤيتهم للكيفية التي ستتحرر بها فلسطين بمعزل عن قرارات السلطة "السلمية“.

 

بإمكانكم الاطلاع على الانتاج البحثي لأساتذة وطلبة جامعة بيرزيت من خلال منصة فضا.