طلبة جامعة بيرزيت.. على مقاعد الدراسة نهاراً وعدادون مع "الإحصاء" مساء

في سياق سعي جامعة بيرزيت لدمج طلبتها في المجتمع المحلي، ومع بدء الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني تنفيذ التعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت، فقد نظمت عمادة شؤون الطلبة في الجامعة وجهاز الإحصاء دورات تدريبية استمرت 12 يوماً لطلبة الجامعة، حتى يكونوا جاهزين لفرصة عمل ميدانية مؤقتة ضمن طواقم الفريق الوطني للتعداد في محافظة رام الله والبيرة.

عميد شؤون الطلبة في جامعة بيرزيت، المشرف على التعامل مع الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني في الجامعة د. محمد الأحمد قال: "تتمثل طبيعة عملنا كجامعة في التعاون والتنسيق مع الجهاز، لإنجاح هذه المهمة الوطنية، وهذه الفرصة بالنسبة لطلبتنا ستقدم لهم خبرة عملية من خلال الاحتكاك بالواقع العملي، إذ تتكفل مقاعد الدراسة بالجانب النظري، بالإضافة لمعرفة طبيعة عمل جهاز الاحصاء، إلى جانب شهادة خبرة، ومكافأة مالية، وساعات عمل تعاوني سيحصل عليها الطالب فور انتهائه من إنجاز المهمة المطلوبة".

وأضاف: "لقد سهلت الجامعة مهمة عمل جهاز الإحصاء، من خلال توفير العدد الكافي من الطلاب وتجهيز القاعات اللازمة للتدريب، إلى جانب توفير بعض الوسائل الفنية واللوجستية المطلوبة لإنجاح هذه المهمة، ومسؤولية الطالب تكمن في أن يوائم وقته بين التدريب ومواعيد المحاضرات والاختبارات، وبشكل عام، فإن نسبة إقبال الطلبة على المشاركة في برنامج الاحصاء كانت عالية".

من جهته، تحدث مساعد مدير التعداد لجهاز الإحصاء الفلسطيني في محافظة رام الله والبيرة أشرف حمدان عن العقبات التي واجهتهم عند البحث عن موظفين، قائلاً: "واجهنا مشكلة تكمن في عدم وجود عدّادين للعمل في محافظة رام الله والبيرة، فتوجهنا إلى خريجي الثانوية العامة سواء أكانوا ملتحقين بالجامعات أم لا، وأصدرنا إعلانات لطلب موظفين فتقدم في منتدى شارك الشبابي ما يقارب 1892 شخصا خلال أسبوعين فقط، وعندما طالبنا بإجراء المقابلات، حضر منهم 800 شخص، وعندما بدأنا التدريب، استمر معنا 400 طالب، ثم انسحب عدد منهم بعد معرفتهم لظروف العمل، ولهذا السبب توجهنا مباشرة لطلبة الجامعات، فطلبة الجامعات يملكون فرصة للعمل معنا نظراً لتلاؤم طبيعة عملنا مع طبيعة دوامهم الجامعي، التي تبدأ في الفترات المسائية، خصوصاً أن أغلبية الأسر في محافظة رام الله والبيرة تحديداً هي أسر عاملة، وتواجدها في المنازل يتركز بين الساعة الثالثة والسادسة مساءً.

وأشار حمدان إلى الدور المهم والبارز لعمادة شؤون الطلبة في جامعة بيرزيت ودورها في تسهيل مهمة عمل الجهاز، "ونحن بدورنا، نقدم الشكر الكامل لتعاونها معنا، وإزالة كافة العقبات من أمامنا".

وقال حمدان إن الهدف الاساسي من عمل الجهاز هو توفير الأرقام والإحصاءات، مضيفاً: "ينفذ التعداد كل عشر سنوات، حيث قمنا به سابقاً في 1997 و2007، وفي هذا التعداد، استخدمنا أجهزة "تابلت"، بدلاً من الاستعمالات الورقية، وهو ما وفر علينا الوقت والجهد في إدخال البيانات، وعمل على حماية البيانات من الضياع، حيث عمل الباحثون بطريقة منهجية صحيحة، وقمنا بالتصوير الجوي للمباني والمنشآت وعكس التصوير على الخرائط، وتعامل معها الباحثون على أرض الواقع، كما أن الجهاز يحتوي على نظام تتبع خاص بالباحث في الميدان، وهذا يساعدنا على التأكد من أن الباحث يعمل بطريقة صحيحة.

طالب السنة الرابعة في الصحافة والإعلام إسلام حماد، أكد أن الحافز الذي جعله يشارك في الدورة التدريبية التي قدمها جهاز الإحصاء الفلسطيني هو رغبته في معرفة كيفية عمل الجهاز بشكل معمق وموسع، قائلاً: "طالما أردت أن أنضمّ للعمل مع طواقم الفريق الوطني للتعداد، ومعرفة طبيعة عملهم على أرض الواقع، وهذه كانت فرصة كذلك لاستغلال أوقات الفراغ بعد دوامي الجامعي، حيث خضعنا لفترة تدريبية شاملة ومنظمة، سواء من قبل عمادة شؤون الطلبة في الجامعة، أو من خلال طواقم جهاز الإحصاء".