جامعة بيرزيت تستضيف مؤتمراً حول انتفاضة عام 1987

في الذكرى الثلاثين للانتفاضة الشعبية الأولى ضد الاحتلال الإسرائيلي، استضافت جامعة بيرزيت يوم الجمعة 24 تشرين الثاني 2017، مؤتمرا سيستمر لثلاثة أيام، بعنوان "انتفاضة عام 1987 الحدث والذاكرة"، ضمن المؤتمرات السنوية لمؤسسة الدراسات الفلسطينية وبالتعاون مع دار النمر للفن والثقافة.

ويهدف المؤتمر الى تسليط الضوء على أبرز محطات الانتفاضة الاولى، والاستفادة من العبر والتجارب السابقة، خصوصا فيما تميزت به الانتفاضة من التنظيم والقيادة الموحدة والرؤية النضالية الواضحة والقاعدة الشعبية العريضة، اضافة للتضامن الدولي الواسع.

افتتح المؤتمر رئيس جامعة بيرزيت د. عبد اللطيف أبو حجلة مبيناً أن جامعة بيرزيت من خلال استضافتها لهذا المؤتمر تسعى إلى خلق مساحة لنقد الذات البناء للأوضاع السياسية الفلسطينية، لتحاول بعد هذه الأعوام الطويلة من النضالات والإنجازات والاخفاقات، أن نقيّم أعمالَنا النضالية، ونستخلصَ الدروس والعبر، ونبحث في سبل التغلب على التحديات التي تقف عائقا أمام الشعب الفلسطيني في سعيِه لنيل حريتِه.

وأضاف: "إن اهتمام جامعة بيرزيت بهذا النقد البناء للحال الفلسطيني اليوم هو اهتمام نابع من دورها الملتزم تجاهَ قضايا الأمة، موفرة البيئة الخصبة التي تسمح بتواصل مثمر بين الباحثين والأكاديميين المرموقين الذين تتوافر فيهم الكفاءات والخبرات العالية."

وتحدث د. أبو حجلة عن الدور الوطني لجامعة بيرزيت قائلاً: " كان لجامعة بيرزيت دوماً دور وطني متميز في مواجهة هذا الاحتلال، فلم يتوقف طلابها وأساتذتها والعاملون فيها عن المشاركة في النضال الوطني، مقدمين الشهداء والجرحى والأسرى. وطالما شكلت بيرزيت أرضاً ليبرالية خصبة مكنت من تعددية التوجهات والحركات السياسية بمختلف أفكارِها، تنعكس في انتخابات ديمقراطية منتظمةٍ يمارسها طلّابُها، ما يشكّلُ جزءاً لا يتجزّأُ من دعمِها لممارسات سياسية داعمة وطنياً، تسعى للتصدي لهذا الاحتلال."

وذكر مدير عام مؤسسة الدراسات الفلسطينية خالد فراج أن اختيار الانتفاضة الأولى موضوعاً لمادة المؤتمر، جاء انطلاقاً من إيمان المؤسسة بالحاجة إلى وقفة، ومراجعة، وتأمل لواحدة من أبرز المحطات في التاريخ الحديث، معرباً عن أمله ان يكون المؤتمر مناسبة للتبادل العلمي الهادئ والنقاش البناء.

وقال: أرست هذه الانتفاضة الشعبية إلى حد كبير تقاليد جديدة للعمل الكفاحي، حيث لم يقتصر على النخب الحزبية والمسيسة فحسب، وإنما شارك فيها أيضا الطلبة، والعمال والمزارعون والمهنيون والتجار، وأدت المرأة دورا ريادياً وقياديا بارزاً.

وناقش اليوم الأول للمؤتمر السياق التاريخي وطريق تفسير الانتفاضة وفهمها، وركز على ديناميكيات القيادة وسياسات التنظيمات ومنظمة التحرير الفلسطينية، حيث تناولت الجلسة الأولى التي أدارها مدير برنامج الدراسات الإسرائيلية د. منير فخر الدين، السياق التاريخي وأسباب الانتفاضة، وتحدث فيها كل من الباحث في مؤسسة الدراسات الفلسطينية ماهر الشريف بمداخلة بعنوان: "الخلفيات التاريخية والسياسية للانتفاضة"، والأستاذ في برنامج الماجستير في الديمقراطية وحقوق الانسان د. جورج جقمان بمدخلة بعنوان: "إشكالية تحديد الأسباب في التاريخ: الانتفاضة الأولى نموذجاً".

أما الجلسة الثانية فكانت عبارة عن ندوة حول القيادة الموحدة خلال انتفاضة 1987 والتنظيمات الإسلامية ومنظمة التحرير، وتحدث فيها كل من: بسام الصالحي، جمال زقوت، حسن يوسف، سمير شحادة، رباح مهنا، عمر عساف، غازي حمد. وأدارت الجلسة أستاذة العلوم السياسية د. غادة المدبوح.