اكتشاف لأحد خريجي جامعة بيرزيت يمهد لعلاج الإيدز

 

قبل ٢١ عاماً، تخرج جميل سعد من جامعة بيرزيت، وحظي بتدريب لافت على مهارات البحث العلمي. تميز سعد منذ اللحظات الأولى في حياته الأكاديمية داخل الجامعة، واكتسب خبرات بحثية من كوادر الجامعة وأساتذتها في كلية العلوم، ثم ما لبث أن غادر الجامعة لدراسة الماجستير والدكتوراة، واليوم، ها هو يقدم للعالم اختراعاً جديداً قد يمهد لعلاج مرض الإيدز. 

الحكاية بدأت مع سعد، حين دخل جامعة بيرزيت لدراسة الكيمياء. وما إن انتهى من دراستها، حتى أصبح مساعداً مباشراً للبحث مع الدكتور عبد اللطيف أبو حجلة عام 1996، رئيس الجامعة اليوم، الذي يحمل هو الآخر درجة بروفيسور في الكيمياء غير العضوية.

تدرب سعد مع أبو حجلة الذي كان عميداً لكلية العلوم في حينه على عمل الأبحاث العلمية لتحضير مركبات جديدة مكونة من عنصر النحاس وبعض الأدوية المضادة للالتهابات مثل الأسبرين، والايبوبروفين، وغيرهما، والتعرف على هذه المركبات ودراسة خصائصها الكيماوية والبيولوجية المختلفة.

يقول سعد: "لا شك في أن جامعة بيرزيت هي من أسسني للتقدم في حياتي العلمية. هي بيتي، وهي المكان الذي وجهني نحو طريق العلم والمعرفة". 

وتمكن خريج جامعة بيرزيت د. جميل سعد، الذي أصبح اليوم أستاذاً مشاركاً في علم الأحياء الدقيقة في جامعة ألاباما في برمنغهام، في الولايات المتحدة، من اكتشاف آخر جزء من بروتينات فيروس الإيدز المؤلفة من 15 جزءاً، وقام بفك شيفرتها. 

ويقول سعد: "أعتقد أنه إذا تم تثبيط هذا البروتين، فإن فيروس نقص المناعة البشرية (مسبب مرض الإيدز)، لن يكون قادراً على الانتشار في الجسم".

ويرى سعد في حديثه عن حياته المهنية أن التأسيس العلمي الجيد الذي حظي به داخل دائرة الكيمياء في الجامعة ساهم في تطوره لاحقاً حين حصل على درجتي الماجستير والدكتوراة. وأضاف: "في بيرزيت، تـُبنى الشخصية الأكاديمية، إلى جانب الشخصية الاجتماعية المنفتحة للطالب، وما إن تتخرج منها، حتى تجد طرقاً كثيرة مفتوحة أمامك، لأنها تهيئك لما هو أعلى دائماً". 

بدوره، قال رئيس الجامعة د. عبد اللطيف أبو حجلة، إن جامعة بيرزيت تولي اهتماماً خاصّاً للأبحاث العلمية،  موضحاً أن المساهمات الخاصة بأساتذتها وباحثيها التي تنشر في المجلات العلمية المحكمة هي التي جعلتها تقفز لتصبح في مقدمة الجامعات العربية والعالمية.

وأشار أبو حجلة إلى أن "هذا الإنجاز للدكتور جميل سعد وزملائه الآخرين يدل على مستوى التعليم الأكاديمي الجيد الذي يحصل عليه الطلبة في الجامعة، حيث كان الطريق ممهداً لهم للحصول على قبول لدراسة الماجستير والدكتوراة في الجامعات الأمريكية أو الأوروبية، والتفوق في دراستهم وأبحاثهم". 

وتقدمت بيرزيت في آخر تصنيف علمي (QS) على الصعيد العربي، وأصبحت في المرتبة الــ٣٨ عربيّاً، بعد أن كانت تميزت في ذات التصنيف على مستوى العالم، وكانت أول جامعة فلسطينية يشملها هذا التصنيف وأصبحت ضمن أفضل 3% من جامعات العالم. 

واستخدم الدكتور سعد وزملاؤه في المختبر أدوات التكنولوجيا الحديثة لدراسة التركيب الخاص ببروتين يسمى السيتوبلازمي ل gp41 ، وهو المسؤول عن السماح للفيروس بالارتباط بالخلايا السليمة والتسبب بالإيدز.

ووفق سعد: "سيساعد هذا الإنجاز، وفقاً للدراسة، الباحثين، على فهم كيفية تأثير الفيروس على الخلايا البشرية وكيفية تجميع الفيروسات النسلية وإطلاقها من الخلايا المصابة. ونأمل أن يفتح هذا الاكتشاف عدداً من السبل الجديدة للبحث في العلاجات واللقاحات الممكنة لفيروس نقص المناعة البشرية". 

وقال سعد: "إذا تمكنا من كبح دمج البروتين المغلف بالفيروسات الجديدة، فإننا سنمنع تكرار عدوى الفيروس". وأضاف: "هذا من شأنه نزع سلاح الفيروس والوقاية من المرض".

وقد نشر هذا العمل في مجلة  Structure يوم 19 تشرين الأول 2017، وحظي بدعم من منح مقدمة من المعاهد الوطنية للصحة بالولايات المتحدة الأمريكية، وتمكن الدكتور سعد وفريق مختبره من هذا الإنجاز بعد عامين من العمل المستمر.