عيادة النطق والسمع بالجامعة .. حضن علاجي دافئ لجميع أفراد المجتمع

لطالما التزمت جامعة بيرزيت منذ تأسيسها بمسؤوليتها الإجتماعية تجاه أفراد المجتمع بكافة شرائحه وفئاته، حيث لا تَحصُر الجامعة الخدمات التي تقدمها بطلبتها دون غيرهم، وما إفتتاحها لعيادة السمع والنطق التي تقدم خدماتها لجميع المواطنين إلا مثالا واضحا على ذلك.

فبعدما أطلقت كلية الصيدلة والتمريض والمهن الصحية برنامج بكالوريوس علاج النطق والسمع قبل عدة سنوات عَمِدت الجامعة على تأسيس عيادة خاصة بالنطق والسمع ليتمكن الطلبة من عكس مهاراتهم الأكاديمية عمليا على أرض الواقع، ومنذ ذلك الحين فَتحت العيادة أبوابها بصدر رحب لتقديم خدمات متعددة وشاملة لجميع أفراد المجتمع، وذلك بإستخدام أفضل الأجهزة المختصة وأحدثها.

وقالت معالجة السمع في دائرة علاج النطق والسمع أمة الله حديدي أن العيادة تَضُم مجموعة من الطلبة المُتدربين وعددا من الأساتذة المختصين والمشرفين، وتعمل على تقديم خدمات متنوعة وشاملة مثل إجراء فحوصات السمع التشخيصية والمسحية، وعلاج مشاكل النطق واللغة وإضطرابات الصوت والبلع.

وأكدت أن وجود العيادة في الحرم الجامعي إنعكس إيجابيا على الطلبة والعاملين بها، خاصة في ظل نقص العيادات الخارجية المختصة بتقديم هذا النوع من الخدمات العلاجية والطبية.

من جانبها أوضحت مُعالجة النطق واللغة بالدائرة هديل حموز أن مساقات البرنامج تُركز بمجملها على كيفية تشخيص الأمراض والتأهيل النطقي واللغوي لضعاف السمع وإضطرابات الصوت والرنين، بالإضافة لبعض التطبيقات العملية مع وجود مساق خاص لتأهيل النطق واللغة لذوي الإحتياجات الخاصة.

وأشارت إلى أن المجال سيكون مفتوحا أمام خريجي البرنامج للعمل كأخصائيي نطق ولغة أو سمع ضمن سياقات مختلفة تشمل المدارس والعيادات الخاصة والمستشفيات ومراكز إعادة التأهيل، حيث يساعدهم تدريبهم العملي بالعيادة على كتابة تقارير التقييم وتشخيص الإضطرابات اللغوية والنطقية المتعلقة بمشاكل الطلاقة الكلامية وصعوبات النطق وتأخره لدى الاطفال ومشاكل الصوت والتأهيل السمعي وغيرها.

بدورها شددت القائمة بأعمال عميد كلية الصيدلة والتمريض والمهن الصحية د. رانية أبو حمده على أهمية إيجاد عيادة تابعة للجامعة في وسط مدينة رام الله، وذلك للتغلب على مشكلة البعد النسبي للعيادة عن سُكان المدينة، وكشفت أن الكلية تهدف لتطوير العيادة لتصبح المرجع الرئيسي للأطباء في محافظة رام الله وضواحيها، مع ضرورة إدخال نطاقات العلاج الوظيفي والطبيعي لها، لتصبح عيادة متكاملة قادرة على خدمة الأشخاص من مختلف الإحتياجات.

من جانبه أوضح طالب الإدارة العامة في الجامعة أنس أبو ربيع أن علاجه بالعيادة مكنه من التخلص من مشكلة " التأتأة " الوراثية التي رافقته منذ أن كان في الصف الخامس، وبيّن بأن عجزه عن الكلام بشكل سليم حرمه من إلقاء كلمة الخريجين في الثانوية العامة على الرغم من تفوقه الأكاديمي الكبير.

وأضاف أن تخصصه الجامعي فرض عليه مناقشة بعض المشاريع بشكل علني أمام الحضور، حاول التهرب منها مرارا إلى أن إقتنع بضرورة علاج المشكلة، فتوجه لعيادة النطق والسمع بالجامعة بعدما رأى إعلانا لها، وبالفعل وضعت له العيادة برنامجا علاجيا يمتد على مدار ثلاثة فصول دراسية.

وأكد أبو ربيع أن العيادة إستخدمت أساليب عدة ساعدته على التخلص من " التأتأة " بشكل نهائي، وهيئته تماما لمناقشة مشروع تخرجه في نهاية الفصل الحالي، وأشار إلى أن صحته النفسية تحسنت إلى حد كبير بعد تلقيه العلاج، ما مكنه من إنهاء مرحلة البكالوريوس بثلاث سنوات فقط، ليبدأ الأن رحلة البحث عن فرصة أكاديمية تمكنه من إكمال دراسته العليا.

يشار إلى أن برنامج علاج النطق والسمع هو الأول من نوعه في فلسطين، ويتكون من "129" ساعة دراسية، ويهدف إلى المساهمة في إرتقاء قطاع خدمات التأهيل النطقي واللغوي والسمعي المقدمة في فلسطين، وذلك من خلال تخريج طلابا كفؤين في مجال معالجة إضطرابات النطق والسمع واللغة.