ندوة لدائرة اللغة الفرنسية تناقش الأدب في تعليم اللغات الأجنبية

عقدت دائرة اللغة الفرنسية وبالتعاون مع قسم التعاون الثقافي في القنصلية الفرنسية في القدس يوم الثلاثاء 11 نيسان 2017 ندوة عامة بعنوان "الأدب في تعليم اللغات الأجنبية" ، قامت الاستاذة في دائرة اللغة الفرنسية بيسان ابو زيد بترجمتها الى اللغة العربية.

قامت رئيسة الدائرة منى عبيه بالترحيب بالحضور من معلمين لغات من جامعة بيرزيت والجامعات الفلسطينية الاخرى والطلبة وافتتحت الندوة بكلمة عميد كلية الآداب د. مجدي المالكي  وألقتها بالنيابة عنه المساعدة الاكاديمية لعميد كلية الاداب د. بسمة العمري حيث قالت أن للأدب مكانة خاصة وكبيرة جدا في البرامج الأكاديمية لدوائر اللغات بالجامعة، حيث يفتح المجال أمام الطلبة للدخول بعوالم اللغة وأسرارها، وأوضحت أن هذه الندوة تمثل تجربة مميزة سيمتد تأثيرها لباقي دوائر اللغات في الجامعات.

بدورها شددت ممثلة قسم التعاون الثقافي في القنصلية الفرنسية السيدة دوريان شاردن على أهمية تعزيز التعاون والتشارك بين القنصلية ودائرة اللغة الفرنسية بالجامعة، وأوضحت أن الإستمرار بهذا التعاون سينعكس إيجابيا على الطلبة.

قامت بالمداخلة الاولى تحت عنوان "التحديات الفكرية المرتبطة بتعليم الادب " أستاذة اللغة الفرنسية والأدب الفرنكوفوني في جامعة بيرزيت د. سوزانا فرنغز وتحمل شهادة دكتوراه في الادب الفرنسي من جامعة ماربورغ في المانيا

قالت د. فرنغز أن القراءة تمثل إحدى الأنشطة الثقافية الآخذة بالإنقراض التدريجي خاصة في الدول العربية، حيث أشارت نتائج دراسة قامت بها قناة الجزيرة مؤخرا إلى أن المواطن العربي يقرأ ما يعادل ربع صفحة فقط خلال السنة، ويعود السبب بذلك إلى الوقت والجهد الكبير التي تتطلبه القراءة وهذا ما لا يتماشى مع إيقاع الحياة الإجتماعية في عصرنا الحالي خاصة مع الإنتشار الكبير لوسائل التواصل الإجتماعي وانحصار قدرة الأفراد على الإنعزال والوحدة.

وأوضحت بأن القراءة الأدبية تلعب دورا مهما بالحياة الإنسانية بكافة جوانبها وتُمثل تحديا فكريا لجميع الأفراد، مبينة أن الهدف من تعليم الأدب هو تعريف الطلبة بالثقافات المختلفة وتمكينهم من الإستفادة من خبرات أبطال الروايات والنصوص الأدبية المختلفة، وأشارت إلى أن الأدب يُشكل مكانا جذابا للتعبير عن النفس والذات، وأكدت أن القراءات الأدبية تُطلق العديد من الأسئلة الروحية في عقل الإنسان ما يُمكنه من تغيير أفكاره نحو الأفضل.

والمداخلة الثانية تحت عنوان "من قراءة جماعية الى قراءة تعاونية" قامت بها أستاذة اللغة الفرنسية كلغة أجنبية في مركز اللغات في جامعة لوزان ومدرسة البوليتكنك الفدرالية في سويسرا د. ماري دومينيك ماركن والتي من جهتها أكدت على أن عملية تدريب الطلبة على القراءة التحليلية وإبعادهم عن الحفظ الذي يقلل من قدراتهم وإبداعهم هي عملية صعبة ومعقدة خاصة إن لم يكن لدى الطلبة لُبّنة أساسية بإتجاه النصوص الأدبية، وكشفت بأن النص لا يمكن أن يكون أدبيا إلا إذا تمكن من فرض نفسه على الأفراد وأصبح معروفا بين المجتمعات.

وأشارت إلى أن الكاتب والقارئ يتبادلان الأدوار بشكل مستمر بالنصوص الأدبية، بحيث أن الكاتب يتحول لقارئ عندما يعيد قراءة نصه للتأكد منه، بينما يتحول القارئ لكاتب عندما يحلل النص وفقا لتجاربه الشخصية، وأكدت على الدور المهم والبارز الذي يلعبه القارئ بحيث يعطي النص قيمته من خلال الإهتمام به وتحليله ودراسته، وبيّنت بأن دراسة النص الأدبي لا تقتصر على حفظ المعلومات وإنما تشمل العلاقة التفاعلية المميزة بين النص وقارئه. قامت د.ماركن بعرض نتائج أطروحة الدكتوراة التي استندت بها على زيارات صفية لمحاضرات الادب الفرنكوفوني في دائرة اللغة الفرنسية في جامعة بيرزيت واقترحت منهج جديد في تعليم الادب يستند على أهمية اللامركزية في القراءة التعاونية للنص الأدبي من خلال تبادل الطلبة للمعلومات الخاصة بسياق المحاضرة  و ثم تدوينها بصورة تعاونية حتى يتمكنوا من مفهمة المصطلحات المحورية باللغة الاجنبية مع امكانية اللجوء الى لغات أخرى مساعدة.