مركز دراسات التنمية ينظم مؤتمراً بعنوان "الشباب الفلسطيني: الهوية والمكان والمشاركة المجتمعية والسياسية"

نظم مركز دراسات التنمية في جامعة بيرزيت، بالشراكة مع هيئة خدمات الأصدقاء الأمريكية "الكويكرز" يوم السبت 1 نيسان 2017 مؤتمراً بعنوان "الشباب الفلسطيني: الهوية والمكان والمشاركة المجتمعية والسياسية"، لتقديم مداخلات تحليلية حول أثر الشرذمة والتجزئة على الهوية الفلسطينية، وذلك ضمن دراسة قام بها المركز في أراضي فلسطين التاريخية وبعض مخيمات الشتات في لبنان.

وقال نائب رئيس الجامعة للشؤون المجتمعية د. عاصم خليل إن الجامعة سعت منذ تأسيسها إلى تحدي الواقع من خلال بناء جسور للتواصل بين الفلسطينيين في كل مكان. وأوضح أن هذا المؤتمر يشكل جزءاً من الجهود الهادفة لتوجيه الشباب نحو فهم معمق لدور الاستعمار في شرذمة الشعب الفلسطيني.

وأكد خليل أهمية المشاركة بشكل فعّال في رسم معالم المرحلة المقبلة من خلال تهيئة الشباب للإمساك بزمام المبادرة لإعادة المجتمع الفلسطيني لمساره الصحيح، مشدداً على ضرورة عدم تجاهل التجارب الشبابية الثرية السابقة. وركز على أهمية تمكين التواصل بين أفراد الشعب الفلسطيني للتغلب على الانقسام والشرذمة.

من جانبها، أوضحت ممثلة هيئة خدمات الأصدقاء الأمريكية "كويكرز" ماتيلدا جوميس أن الهيئة تدخلت في الشؤون الفلسطينية للمرة الأولى خلال عام 1948 عندما سلمتها الأمم المتحدة مهمة تقديم الخدمات للاجئين الفلسطينيين القادمين إلى قطاع غزة، ولكن الهيئة انسحبت بعد ذلك بسنوات قليلة عندما اكتشفت أن الإغاثة لم تعد تُشكل مرحلة انتقالية، وأدت إلى تسكين وجع اللاجئين وتأجيل التدخل السياسي الهادف لإيجاد حلول عملية في المنطقة.

وأضافت جوميس أن الشراكة بين "الكويكرز" ومركز دراسات التنمية تُركز على كيفية فهم الهوية الفلسطينية وتحليل أثر الشرذمة على أحلام الفلسطينيين دون الاجتهاد بتقديم حلول لها.

بدوره، أكد منسق وحدة البحوث في مركز دراسات التنمية أيمن عبد المجيد أن الدراسات الأدبية تمثل خطوة جريئة نحو تحدي الشرذمة والفصل الجغرافي الفلسطيني. وشدد على أهمية الشراكة مع المجتمع المحلي من أجل تطوير بعض القضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية المهمة.

وأشار عبد المجيد إلى أن الدراسة التي قام بها المركز كشفت عن وجود نظرة فلسطينية سلبية تجاه الأوضاع الحالية والمستقبلية؛ حيث يرى أكثر من 70% من أفراد العينة أن الواقع السياسي والاجتماعي الفلسطيني يسير بخطوات ثابتة نحو الأسوأ.

وقد عقد المؤتمر على ثلاث جلسات، جاءت الأولى بعنوان "واقع الحال والمشاركة.. توجهات عامة"، وترأسها د. علي الجرباوي، وناقشت علاقات التواصل بين الفلسطينيين ودور الشباب في المشاركة في الحريات العامة. أما الجلسة الثانية، فحملت عنوان "الهوية في واقع التجزئة والشرذمة"، وترأستها هالة القيشاوي، وتمحورت حول انعكاسات واقع الشرذمة على الهوية الفلسطينية. أما الجلسة الختامية، فجاءت بعنوان "ماذا بعد؟"، وركزت على الآفاق المستقبلية للواقع الفلسطيني.