"المزبلة" مسرحية كوميدية تحاكي الواقع الفلسطيني

أكياس القمامة ملأت المسرح وتناثرت الأوساخ بكل مكان، ألحان أليمة جريحة من حناجر المرتلين، إشارات ضارعة خاشعة إلى الله مزقت الجمهور ألما وحزنا، واقع مؤلم واجهه البعض بالتحدي والصمود ولو مؤقتا، بينما إنهار البعض الآخر أمامه كليا، ولم يجد سوى الهروب والإنتحار حلا له.  

مصاعب الحياة الفلسطينية والعربية عموما جسدها مسرح الحارة بمسرحية "المزبلة" التي عرضت  اليوم الأربعاء 22 شباط 2017، في قاعة الشهيد كمال ناصر في جامعة بيرزيت، بحشد كبير من الطلبة، وهي  من إخراج فراس أبو صباح وتمثيل أوس الزبيدي ومنذر بنورة.

تبدأ المسرحية بقصة شاب غدرته الحياة بعد أن غلبه طمع حبيبته التي استغنت عنه بوجود عريس اغنى منه، لتنتهي ضمن تسلسل مسرحي فكاهي لا يخلو من البساطة مع معاناة عجوز يعيش في مدرسته، التي تحولت بفعل القصف والتدمير والنسيان والإهمال إلى مجرد مقبرة بمسمى "مزبلة".

مدرسة لطالما كانت مركزا لنشر الثقافة والوعي بين أبناء المجتمع حولتها الحرب لمزبلة يقصدها العشرات للبحث عن لقمة العيش بين أكياس القمامة، بينما أصبحت مملكة الموت بين المقابر أشد راحة من حياة الشعب الفلسطيني الذي سيطر القهر عليه بسبب الإرهاب والإضطهاد والخوف، أما العنكبوت الذي بنى بيته على الوهم فلم يختلف عن الوطن الفلسطيني الذي لم يعد وطنا إلا بالإسم.

تناولت المسرحية بعد ذلك واحدة من أكثر القضايا ألما والمتمثلة بسيطرة المال على الشعوب والمجتمعات، وكشفت عن العديد من الوجوه المختبئة وراء وجه الإنسان الحقيقي الذي لم يمانع من بيع أفراد عائلته مقابل بعض الأموال، أما الأسرى الذين قضوا معظم حياتهم خلف قضبان الإحتلال فلم يتذكرهم شعبهم إلا بالرقص والغناء يوم تحررهم، ودخلوا بعدها في طي النسيان.

وبعد العرض المسرحي فُتح باب النقاش أمام الطلبة لطرح أسئلتهم للمخرج الذي أوضح أن المسرحية أنتجت عام 2016 كإحدى مشاريع تخرج طلبة مركز الحارة لتدريب الفنون الأدائية.