د. نبيه بشير: تهمة تحريف التوراة نتجت عن الخلافات اليهودية الداخلية

قال أستاذ برنامج الماجستير في الدراسات الإسرائيلية بالجامعة د. نبيه بشير أن تهمة تحريف التوراة نتجت عن الخلافات اليهودية الداخلية بين الصدوقيين والفريسيين ولم تكن تهمة إسلامية أو خارجية، جاء ذلك في محاضرة نظمها برنامج الماجستير بالدراسات الإسرائيلية يوم السبت 28 كانون الثاني 2017 بعنوان " مسألة تحريف التوراة ".

وأوضح د.بشير المختص في الديانة اليهودية أن كلمة تحريف (من حرف) تحتمل لغويا تفسيرات مختلفة، منها تبديل الأحرف أو الجمل والعبارات أو تغيير المعنى أو حتى التنقيط وغيرها. وأشار أن بداية ظهور التوراة كانت في القرن السادس قبل الميلاد عندما دوّن الكاهن اليهودي عزرا سفره الذي قال إنه كان محفوظا شفويا. وبيّن د. بشير أن عزرا  إستخدم أحرف جديدة بدلا من الأحرف الآرامية القديمة، وقد يعتبر هذا تحريفا بمعنى استبدال الحرف. لكنه أكد أننا لا نستطيع الجزم بمدى تأثير ذلك على المعاني والأفكار الواردة بالنصوص.

 وأضاف أن القرن الرابع قبل الميلاد شهد ظهور فئتين من اليهود هما الصديقيين الذين أمنوا بأن كتاب عزرا هو كتاب مقدس، والفريسييين الذين إعتبروا أحكام الحاخامات اليهود وكتاب عزرا ليست بالمقدسة، وأشار إلى أن بعض الحاخامات قاموا بإضافة بعض النصوص لكتاب "المشناه " وهو كتاب يضم مجموعة من الأحكام المستوحاه من التوراة، ليدخل التحريف هنا حيز تغيير المعنى ولم يقتصر على تغيير الأحرف فقط.

وكشف د. بشير أن السريان في وقت لاحق قاموا بإضافة بعض الحركات للأحرف العبرية، ويمكن ان يعتبر ذلك تحريفا بمعنى التحريك. وأوضح أن إتهام التحريف يجب أن يقوم على أساس المقارنة بين نصين مختلفين، ولكن ذلك لم يتوفر في مسألة التوراة، وما ذكره القرآن الكريم بشأن التحريف سبقه الجدل اليهودي اليهودي ولم يكن إتهاما إسلاميا، خاصة وأن آباء الكنيسة أكدوا وجود التحريف بالتوراة أثناء فترة الفتوحات الإسلامية.

 وبعد المحاضرة فُتح باب النقاش أمام الطلبة والحضور، لطرح أسئلتهم وإستفساراتهم حول مسألة التحريف وتطورها عبر السنوات.