جامعة بيرزيت تكتشف المواهب من شباك "يوريكا"

على مدار سنوات، واصلت الطفلة حلا مرقة تطوير موهبتها في المسرح، لكن هذه الموهبة ظلت مدفونة في بيتها، واكتفت بالتمثيل امام عائلتها. حاولت حلا الخروج إلى عالم المسرح، لكن لم يحالفها الحظ.

هذا الأمر لم يدم طويلا، فموهبة حلا الدفينة، سرعان ما اكتشفها "فريق يوريكا" من جامعة بيرزيت، الذي ساهم في تطوير موهبتها، ووضعها على أول الطريق، لكي تحقق احلامها.  

حلا لم تكن الوحيدة، فهي واحدة من عشرات الاطفال الموهوبين في الغناء والرياضة والموسيقى والذكاء العقلي، الذين بحث عنهم فريق يوريكا من جامعة بيرزيت واكتشف مواهبهم ووضعهم على أول الطريق لتتحقق احلامهم. 

تقول منسقة العمل التطوعي في جامعة بيرزيت غادة العمري: "تسعى جامعة بيرزيت على مدار سنوات، من خلال مبادرات خلاقة، إلى تنمية مفهوم الخدمة المجتمعية وتعزيز المبادرات الوطنية والعمل التعاوني الذي يعتبر روح الجامعة، ويوريكا من اهم مبادرات طلبتنا التي تندرج في هذا الإطار، وتتم باشراف ومتابعة من قسم العمل التعاوني".

 

ما هي يوريكا؟ 

يوريكا هي فكرة اطلقها مجموعة من طلبة جامعة بيرزيت معناها لغة هو "وجدتها"، وهدفها البحث عن مواهب الاطفال في فلسطين مهما كانت، واينما كانوا، ومهما كانت حالتهم الجسدية، سواء من ذوي الاحتياجات الخاصة أو غيرهم، بهدف تنمية هذه الموهبة أولا، ثم ايصال صاحبها إلى الجهات المحترفة، لتبنيه وتحقيق أحلامه.  

هذه الفكرة اطلقت بدعم واشراف مباشر من قبل قسم العمل التعاوني في جامعة بيرزيت وهي واحدة من سلسلة مبادرات تتخذ سنويا اشكالا وانماطا وأسماء مختلفة.   

تقول العمري: "اطلق طلبتنا مبادرة يوريكا، بإشراف مباشر من قبل عمادة شؤون الطلبة – قسم العمل التعاوني، بهدف البحث عن مواهب اطفال فلسطين، وبحكم اتصالاتنا في عمادة شؤون الطلبة، وجدنا العديد من المواهب، فوصلنا إليهم، ودربناهم ونمينا مواهبهم، ثم شبكناهم بالمحترفين من اجل اعطائهم الفرص". 

موهبة أخرى اكتشفتها فريق يوريكا كانت الطفل محمد بلبيسي، الذي لديه موهبة العزف بالفم "البيت بوكسينج"، وسرعان ما وجد طريقه نحو الاحتراف حين اكتشفت موهبته من قبل فريق يوريكا، الذي باشر في تنمية هذه الموهبة. 

وساعد الخريج ليث نفل، الطفل محمد في تنمية الموهبة، وهو يواظب على تدريبه بشكل مستمر حتى يصل إلى "الاحترافية" ليكون موهوبا فلسطينيا جديدا ينافس في هذا النوع من الموسيقى. 

يقول الشاب ليث، الذي اشتهر بعزف "البيت بوكسينغ" في الجامعة واصبح محترفا: "ما يفعله يوريكا بالأطفال هو شيء عظيم جدا، ووقوف بيرزيت خلف هذا المشروع هو انجاز مهم، وهو يمثلني ويمثل ابناء الجامعة، برأيي، من اهم ما تفعله هذه المبادرات أنها تزرع الأمل في نفوس ابناء المجتمع وتحفز الاطفال وتعطيهم دفعات معنوية عالية جدا". 

وتشرح العمري كيف استطاع فريق يوريكا، مساعدة الاطفال الموهوبين، فمثلا الطفلة حلا تم ايصالها إلى احد المخرجين الفلسطينيين الذي قرر إشراكها في احدى مسرحياته، فيما طفل آخر يحب التصوير تم ايصاله إلى احد المصورين المحترفين الذي قرر تدريبه وتنمية موهبته، وهو امر تكرر مرارا.   

وتندرج فكرة "يوريكا" ضمن سياسة متواصلة منذ خمس سنوات، قامت خلالها جامعة بيرزيت، ومن خلال قسم العمل التعاوني، بتحفيز طلبتها لإطلاق مبادرات لخدمة المجتمع. 

عميد شؤون الطلبة، محمد الأحمد، يؤكد أن جامعة بيرزيت تسعى من خلال طلبتها الى دعم واكتشاف اصحاب المواهب وتنمية قدراتهم والمساهمة في صقلها وتطويرها وايصالها للمجتمع الفلسطيني والعالمي. 

ويعتبر الأحمد أن هذا النوع من الخدمة المجتمعية وغيرها مما يتربى عليه طلبة الجامعة "هو جزء اصيل في رسالة الجامعة القائمة على اساس التعليم والتربية والمساهمة في بناء الوطن وخدمة ابنائه". 

وخلال السنوات الخمس شاركت الجامعة من خلال مبادرات طلبتها، في مسابقة تنظمها مؤسسة إنجاز فلسطين لهذه الغايات، وقد فازت مبادرات الجامعة بالمركز الأول في ٣ سنوات متتالية. 

وتتنافس مشاريع الخدمة المجتمعية والعمل التطوعي على مستوى الجامعات العربية كل عام، وفي كل مرة يتم تقديم مبادرات ابداعية من جامعة بيرزيت تنافس على المراتب الأولى.

وتتبنى مؤسسة انجاز فلسطين مبادرات الجامعات المحلية التي تتنافس فيما بينها ثم تنتقل إلى التنافس على مستوى العالم العربي.

ويعتبر برنامج امواج فرح احد البرامج التي تنفذها مؤسسة انجاز فلسطين بتمويل من شركة كوكاكولا العالمية بالتعاون مع شركة المشروبات الوطنية كوكاكولا كابي، حيث تحصل المبادرات على جوائز نقدية من شركة كوكاكولا العالمية، ومن هذه المبادرات مبادرة يوريكا.

وستشارك مبادرة يوريكا هذا العام في المسابقة وتتفاءل العمري بالنتائج مسبقا قائلة: "ان شاء الله سنفوز بالمركز الأول هذا العام أيضا".