ندوة تناقش السيناريوهات المستقبلية التي تواجه فلسطينيي 1948

نظمت دائرة العلوم السياسية في كلية الحقوق والإدارة العامة وبالتعاون مع مركز "إعلام" للحريات الإعلامية يوم الثلاثاء 10 كانون الثاني 2017 ندوة عامة بعنوان "السيناريوهات المستقبلية الممكنة والتحديات التي تواجه فلسطيني الـ  1948" تحدث خلالها كل من مدير مركز "إعلام" البروفيسور أمل جمّال، والمحاضر في جامعة القدس البروفيسور عزيز حيدر، والباحثة والناشطة النسوية سماح سلايمة، ورئيس دائرة العلوم السياسة بالجامعة د. عبد الرحمن الحاج إبراهيم، وأدار النقاش أستاذ العلوم السياسية بالجامعة د. أحمد حمد.

 وقال د. حمد أن هذا الموضوع يعتبر واحدا من أهم الإشكاليات بالساحة الفلسطينية ويحتوي على عشرات القضايا المعقدة والتي يصعب نقاشها، وأكد على أهمية البحث بالموضوع والإهتمام به والتركيز عليه.

من جانبه أوضح البروفيسور جمّال أن إتفاقية أوسلو فتحت الآفاق أمام إمكانية حل الدولتين واعتبرت الإتفاقية الفلسطينيين داخل حدود 1948 جزءا من المجتمع الإسرائيلي، ولكن فشلها بعد عدة سنوات أدى لتغيرات عدة على أرض الواقع وظهرت حاجة ماسة لإيجاد تعريف جديد لهم يحدد أفاق وجودهم، وأكد على إستياء فلسطينيي 1948 من هذه الإتفاقية بسبب تهميشها لهم، خاصة أن المواطنة الإسرائيلية من وجهة نظرهم تختلف عن المواطنة من وجهة نظر الكيان الإسرائيلي.

 وأوضح أن إمكانية التصالح مع الجانب الإسرائيلي تبدو غير ممكنة في الوقت الراهن، خاصة أن الرؤية الإيديولوجية لليمين المتطرف الحاكم ترى بأن الضفة الغربية تحتوي على العديد من الأماكن المقدسة لليهود والتي تزيد أهميتها عن الساحل الفلسطيني بحسب وجهة نظرهم، وبالتالي فإن إمكانية إقامة دولتين في الظروف الراهنة تبدو ضعيفة جدا.

بدوره قال البروفيسور حيدر أن التنبؤ بالمستقبل صعب جدا، خاصة مع وجود عدد من السيناريوهات الممكنة، وأوضح أنه بعد إعلان إتفاقية أوسلو تنبأ البعض بأن يندمج الفلسطينيين داخل 1948 كأفراد في المجتمع الإسرائيلي ويهملوا القضايا الجماعية، وأن تتشكل فجوة بين الأفراد والمجتمع، وبعد الألفية الثانية تطورت هذه المخاوف بشكل غريب وما هجرة الفلسطينيين إلى المدن الإسرائيلية بدلا من المدن المختلطة إلا دليلا واضحا على الواقع السيئ الذي وصلنا إليه.

 من جهتها أشارت الباحثة سلايمة بأن المجتمع الفلسطيني يعاني من تفاوت كبير من ناحية الوعي السياسي، وأوضحت أن هناك العديد من الطبقات والقضايا المغيبة عن النقاش مثل قضية البدو والقرى غير المعترف بها، وأكدت على أهمية إيجاد حلول لمشكلة تفشي العنف بالداخل الفلسطيني، حيث أصبح الفلسطينيون يُقتلون على يد أخوتهم بدلا من إتحادهم لمواجهة المحتل.

من جانبه أشار د. الحاج إبراهيم إلى أن مشكلة الفلسطينيين مشابهة تماما لمشكلة العرب، بحيث لا يطرحون القضايا للنقاش إلا بعد حدوث المشكلة وتفشيها، وأكد أن دولة الإحتلال تمكنت من تفتيت الفلسطينيين على عدة أصعدة سياسية مهمة، وبيّن أن النضال الوطني اليوم يمر بمرحلة عصيبة جدا خاصة مع وجود ألاف المستوطنين في الضفة الغربية والذين يسيطرون على الطرق والمياه والأرض بصورة لا تختلف عن سيطرتهم على أراضي عام 1948.