مركز دراسات التنمية يعقد ورشة عمل حول الليبرالية الجديدة للتنمية والمساعدات في فلسطين - أخبار

عقد مركز دراسات التنمية في الجامعة وبالتعاون
مع مؤسسة روزا لوكسمبرغ، يوم الخميس 20 تشرين الأول 2011، ورشة عمل حوارية بمشاركة
مجموعة من الأكاديميين والباحثين التنمويين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث عقدت
الورشة في قاعة مركزدراسات التنمية في حرم جامعة بيرزيت، وفي الوقت ذاته عقدت نفس
الورشة في مكتب المركز في مدينة غزة.

وتأتي هذه الورشة، لمناقشة ثلاثة أوراق بحثية تشكل
مدخلا لمشروع بحثي يحمل عنوان الورشة، وقد بدأت الورشة
في جامعة بيرزيت، بعرض من منسق المشروع وسيم
أبو فاشة حول أهداف الأوراق البحثية التمهيدية، وهي مراجعة الأدبيات والمقاربات
النظرية للتنمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ما يؤسس لمرحلة بحثية تتناول بشكل
متخصص مجالات محددة، في محاولة للمساهمة في تحدي الأطر المهيمنة تنمويا في الحيز
الفلسطيني.

في
بداية النقاش قامت الباحثة ليندا طبر بتقديم ورقة بحثية بالنيابة عن الباحث آدم
هنية، حيث قدمت تقييما نقديا للأطر النيوليبرالية للتنمية، والتي تعزز واقع و
طبيعة السلطة الكولونيالية الاستيطانية للاحتلال الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية
المحتلة. وانطلقت هذه الورقة من افتراض مفاده، ان حالة الاستلاب التنموي جاءت
كنتيجة للفشل في فهم ومواجهة طبيعة قوة الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية
المحتلة.

اما
الورقة البحثية الثانية، والتي قدمتها الباحثة نيثيا ناغاراجان، تناولت محاولة
لتفكيك المقاربات التنموية النيولبرالية المنسجمة مع السياق الاستعماري الاستيطاني
في الاراضي الفلسطينية المحتلة، باعتبارها تقدم تفسيرا محرفا للواقع الاجتماعي
والسياسي والاقتصادي لفلسطين، كما انها تنزع الشرعية عن السلطة الاستعمارية
للاحتلال الاسرائيلي، وذلك من خلال أمثلة تحليلية لأهم المؤسسات التمويلية في
الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وقدم
الباحث أبي العابودي، ورقة بحثية حول المقاربات والبدائل المطروحة فلسطينيا، من
خلال مراجعة أهم أعمال الباحثين التنمويين في فلسطين، حيث استعرض في مداخلته أهم
المساهمات الفلسطينية خلال العقود الثلاثة الأخيرة بتقسيم هذه المساهمات والأدبيات
إلى أربع مراحل أساسية (الانتفاضة الأولى، اتفاقيات أوسلو ومحاولة بناء دولة، و
الانتفاضة الثانية، وما بعد الانقسام).

وقد
فتح باب النقاش للأوراق المقدمة، حيث شملت مداخلات المشاركين عددا من الملاحظات
البناءة، التي ركزت على ضرورة إيلاء أهمية أكبر للممارسات والنماذج التنموية ذات
البعد المحلي والتي اتسمت بالتطوعية، والاعتماد على الذات، والمشاركة الشعبية
واسعة النطاق، وذلك على امتداد التاريخ الفلسطيني، وربط هذه الممارسات بالإطار
الأوسع للنضال الفلسطيني من اجل التحرر والانعتاق من الاحتلال.

أما
في مكتب مركز دراسات التنمية في قطاع غزة، فقد رحب مسؤول المكتب هناك، غسان ابو
حطب بالحضور، شاكرا لهم حرصهم ومشاركتهم الدائمة في أنشطة المركز.

وقد
شملت نقاشات المشاركين هناك العديد من النقاط الهامة ركزت على ضرورة تحليل التنمية
والبدائل التنموية في ضوء الوقائع والمتغيرات السياسية على الأرض مع ضرورة التمييز
بين النموذج التنموي الاقتصادي في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، لاختلاف
السياقات وشكل مشروع الاحتلال في كل من المنطقتين.

كما
شملت المداخلات نماذج واقعية تم تحليلها والتعمق فيها، وخاصة علاقة التمويل الدولي
بمشروع التسوية السياسية، وأهمية البعد العربي في التحرر والانعتاق من التبعية،
وهو ما أكدت عليه التجربة في قطاع غزة، والتي استطاع من خلالها المجتمع الغزي
انتاج نموذج خاص رغم الحصار.