ندوة حول خلاصات ونتائج مسيرة السلام الفلسطينية-الإسرائيلية واتفاقية أوسلو - أخبار

نظمت دائرة العلوم السياسية في الجامعة بالاشتراك مع مركز
مدار للدراسات الإسرائيلية ندوة علمية حول خلاصات ونتائج مسيرة السلام
الفلسطينية-الإسرائيلية واتفاقية أوسلو فلسطينياً وإسرائيلياً، يوم الثلاثاء 28
تشرين الثاني 2011، وحضر الندوة عدد كبير من طلبة الجامعة، ومن المهتمين من
خارجها.

تحدث في الندوة كلٌ من الأستاذ في دائرة العلوم السياسية
أ.سميح حمّودة، والباحث في مركز مدار أ.أنطوان شلحت. وتطرق حمّودة في مداخلته لدور
الأكاديمي والمثقف وصاحب الوعي في المجتمع، وواجبه في ممارسة النقد الذاتي، وترك
أساليب دغدغة العواطف وترديد الشعارات والنفاق، بدلاً من قول الحقيقة حتى يتم
النهوض والتحرر وبناء للمستقبل. 

واعتمد حمودة  تحليل الفكر السياسي الفلسطيني
وتقلباته المختلفة أساساً للحديث عن نتائج أوسلو، مؤكدا أن الاحتلال لا يريد
السلام الحقيقي ولا يسعى له، بل يريد الحصول على استسلام فلسطيني للمشروع
الصهيوني، متحالفا مع القوى الغربية-الإمبريالية، وبالأخص الولايات المتحدة
الأمريكية، التي تنحاز تماماً للجانب الإسرائيلي وتشترك معه في إنكار الحقوق
الفلسطينية، إضافة إلى فشل القيادة الفلسطينية منذ الحاج أمين الحسيني في بناء مؤسسات
قرار فلسطيني، وآثرت بدل ذلك أخذ الأمور على عاتقها الشخصي اعتماداً على عقلها
الفردي، مما تسبب بالنكبات المتواصلة.

و حلل حمودة أيضاً مبرر أوسلو الفلسفي وأطروحات مدرسة
"الواقعية السياسية" التي رأت أن الغرب بزعامة الولايات المتحدة يهيمن
على المنطقة، وأن العرب خاضعون لأمريكا ولا يريدون القتال، وأن الفلسطينيين ضعاف
ومطاردون ولا سند لهم، خصوصاً بعد انهيار المنظومة الإشتراكية، وبين كيف تحول هذا
الفهم للواقع السياسي إلى واقعية استسلامية تناقض المبادئ الأساسية التي قامت
عليها الثورة الفلسطينية.

من جهته عرض شلحت قراءة للفهم الإسرائيلي لنتائج أوسلو،
مستنداً للعديد من الشهادات التي نشرت من قبل المشاركين في المفاوضات التي أدت
للاتفاق، واستعرض مواقف القوى الإسرائيلية المختلفة من فكرة التفاهم مع منظمة
التحرير الفلسطينية، والسعي لحل الصراع التاريخي بين إسرائيل والفلسطينيين، وبين
كيف جرى تحول في الفكر الإسرائيلي من مسألة إدارة الصراع إلى حلّه، ثم كيف عاد
ثانية لإدارته، وتحدث عن نظرية المفاوضات من أجل المفاوضات التي بدأت تطرح بعد فشل
أوسلو، وخصوصاً من أشخاص مثل شمعون بيريس. 
وتحدث عن الفرضيات الأساسية التي طرحت في إسرائيل حول الحل المرتقب، وإلى
أي مدى شكلت هذه الفرضيات قيداً على استمرار العملية السلمية.

استنتج شلحت في مداخلته أن جوهر الصهيونية لا يقبل بالسلام
الحقيقي مع الفلسطينيين وأن المطلوب إسرائيلياً هو إقرار من قبل الفلسطينيين بالسيادة
الإسرائيلية على فلسطين التاريخية، وبالقبول بالعيش تحت سلطة الصهيونية وبالاعتراف
بنظريتها وأطروحاتها. وقال: "أن إسرائيل مرتاحة لانتقال التمثيل الفلسطيني من
منظمة التحرير الفلسطينية إلى السلطة الفلسطينية، التي تملك أدوات كثيرة للضغط
عليها وحصارها."