دائرة التاريخ والآثار تنظّم مسحاً للمشهد الطبيعي وحفريات أثرية في أريحا

قام طاقم من محاضرين وطلبة دائرة التاريخ
والآثار في الجامعة ومعهد الآثار في جامعة لندن، في الفترة ما بين 4 – 20 كانون
الثاني 2012، بتنفيذ الموسم الرابع من مسح المشهد الطبيعي والحفريات الأثرية في
منطقة خربة المفجر بالقرب من قصر هشام شمال أريحا. ويقوم بإدارة هذا المشروع
المشترك أستاذ التاريخ والآثار في الجامعة د. محمود هواري، بالتعاون مع دائرة
الآثار والتراث الثقافي الفلسطينية.   

 

 

ويهدف هذا المشروع الميداني والبحثي إلى
تحقيق هدفين رئيسين، الأول تعميق الفهم لقصر هشام الذي يعود تاريخه الى العصر
الأموي (القرن الثامن الميلادي) في سياق بيئته الحضارية والتاريخية وعلاقته بمدينة
أريحا المعاصرة، والثاني توفير التدريب وبناء الكادر المهني لطلبة جامعة بير زيت
في مختلف مجالات العمل الأثري ألميداني كجزء من الجهود الرامية الى إعادة إحياء
المعهد الفلسطيني للآثار في جامعة بير زيت.  

 

وفي هذا الموسم من العمل الميداني واصل الطاقم مسح
المشهد الطبيعي في المنطقة الممتدة جنوب غرب القصر، بالتركيز على إدارة النظام
المائي الذي زوّد قصر هشام، بحماماته والأراضي الزراعية حوله بالمياه. وجرى
استخدام جهاز الرفع المساحي (توتال ستيشن) لتوقيع العناصر والظواهر الأثرية في
المشهد. وبالاعتماد على الخرائط والصور والوثائق القديمة وصور الأقمار ألاصطناعية قام
الطاقم باكتشاف وتوثيق بقايا مختلفة لقناة أوصلت المياه من عين السلطان (بالقرب من
تل السلطان ألأثري وهو موقع مدينة اريحا القديمة) الى القصر، طولها حوالي 2 كم.
وتجدر الاشارة الى أنه تمّ في المواسم السابقة الكشف عن قناة أخرى وتوثيق أجزاء
منها أوصلت المياه من عين النويعمة غرباً الى القصر شرقاً طولها حوالي 5 كم. وشملت
هذه الأخيرة مقاطع عديدة للقناة وبقايا أثرية لجسرين مهدمين وبركة ضخمة لتجميع
المياه. وقام الطاقم في هذا الموسم بإجراء حفريات أثرية تم الكشف خلالها عن بقايا لطاحونة،
على الأرجح لطحن القمح، تم تشغيلها بواسطة مياه البركة الضخمة الواقعة على قناة
المياه  التي تبعد حوالي 700 م الى الغرب
من القصر.