رصد خسوف القمر العملاق من "مرصد ميشيل وسنيّة حكيم" في جامعة بيرزيت

نظمت دائرة الفيزياء ونادي هواة الفلك في جامعة بيرزيت سهرة فلكية ليلة الأحد/ الإثنين 27/28 أيلول 2015، لرصد خسوف القمر العملاق في سماء فلسطين، وذلك باستخدام التلسكوب المتطور والأول من نوعه على مستوى جامعات الوطن والموجود في مرصد الجامعة "مرصد ميشيل وسنية حكيم"، الذي افتتح قبل قرابة أسبوعين.

بدأت الفعاليات بكلمة ترحيبية وتعريف بنشاطات دائرة الفيزياء ونادي هواة الفلك في الجامعة، ثم بمحاضرة عامة حول ظاهرة خسوف القمر ومصطلح "القمر العملاق"، وبعدها بدأت عملية الرصد المباشر لخسوف القمر باستخدام التلسكوب المتطور من القبّة الفلكيّة مع عرض مباشر عبر الشاشات لظاهرة الخسوف التي بدأت حوالي الساعة الرابعة وعشر دقائق من فجر يوم الإثنين بتوقيت القدس. وكان هناك رصد لمراحل الخسوف باستخدام مجموعة من التلسكوبات متعددة الأحجام التي تواجدت في المساحات المفتوحة في المرصد، بالإضافة إلى ما استمتع به الحضور من مشاهدة بواسطة العين المجرّدة لمراحل الخسوف ولون القمر المائل الى الاحمرار "القمر الدمويّ". وعلى هامش رصد القمر، فقد تم رصد بعض الكواكب والنجوم التي ظهرت في سماء فلسطين في ذلك الوقت، مثل كواكب الزهرة والمريخ والمشتري، وكذلك نجمتا برج الجوزاء ومجموعة من نجوم برج الأسد والثور.

وقالت رئيسة دائرة الفيزياء في الجامعة د. وفاء خاطر: "إن هذه الظاهرة تحدث عندما يكون القمر بدراً وعلى استقامة واحدة مع الشمس والأرض، حيث تحجب الأرض أشعة الشمس عن القمر، وبالتالي يغطّي ظل الأرض القمر. وهذه هي المرّة الثانية التي ينخسف فيها القمر خلال هذا العام، حيث كانت المّرة الأولى في الرابع من نيسان، ولكنها لم تكن مرئيّة من سماء فلسطين في حينه، أمّا هذه المرة فهي ظاهرة ذات طابع خاص، حيث تتزامن مع كون القمر في أقرب نقطة له من الأرض خلال هذا العام، وبالتالي يبدو أكثر لمعاناً وحجمه أكبر من الحجم المعتاد بنسبة حوالي 14% ويعرف بـ"القمر العملاق". والقمر، على عكس النجوم، لا يشع بذاته، وإنما يعكس أشعة الشمس ليبدو مضيئاً. وعادة ما يميل لون القمر الى الأحمر الباهت عندما يكون في حالة خسوف تام، حيث تحجب الأرض أشعة الشمس وتمنعها من الوصول الى القمر دون تعتيم القمر بشكل تام، فبعض الأشعة الحمراء التي تمتاز بكبر طولها الموجي تنكسر وتتشتت عبر الغلاف الجوي للأرض لتصل إلى القمر وبالتالي يميل لونه الى الاحمرار. على الرغم من أن ظاهرة خسوف القمر تحدث مرة أو أكثر خلال السنة الواحدة، وكذلك ظاهرة القمر العملاق، إلا أن تزامن الظاهرتين معاً من الأحداث النادرة في علم الفلك، فقد حدث هذا التزامن عام 1982، ولن يتكرر مرة أخرى حتى عام 2033، أي بعد حوالي 18 سنة من الآن".

استقطبت الفعالية أكثر من 200 شخص من هواة الفلك والمهتمين من طلبة الجامعة وموظفيها وعائلاتهم الذين حضروا في ساعات الفجر الأولى لرصد هذا الحدث التاريخي. وكان من بين الحضور د. حنا ناصر رئيس مجلس أمناء الجامعة وعائلته ود. وفاء خاطر رئيسة دائرة الفيزياء والمشرفة على نادي هواة الفلك في الجامعة. كما حضر مجموعة من المصوّرين المحترفين والمهتمين في تصوير الظواهر الفلكيّة.