توضيح حول برنامج الدكتوراه

لو استفسر د. جهاد الشويخ عن مقترح برنامج الدكتوراه ودرس الطريقة المقترحة لتطبيقه بعناية، لوجد أن البرنامج يختلف نوعيا عن برامج الدراسات العليا في فلسطين وربما الوطن العربي، إذ يتطلب البرنامج تفرغا تاما للطالب وله معايير قبول عالية جدا ويتطلب وجود مشرفين على رسالة الدكتوراه أحدهما من الجامعة والآخر من إحدى الجامعات العالمية المرموقة. لقد وافق العديد من أساتذة تلك الجامعات على دعم البرنامج عن طريق المشاركة في تدريس بعض المساقات والمشاركة في الإشراف على الرسائل وكان هذا ما حفزنا على المضي قدما في مقترحنا، كما أن الجامعة لم تقبل بفكرة طرح البرنامج إلا بعد التأكد من وجود العدد الكافي من أعضاء الهيئة الأكاديمية ذوي الرتب العليا الناشطين بحثيا والراغبين بالمشاركة في البرنامج والمشاركة في إعداد الخطط الدراسية التفصيلية لكل مساق من مساقات البرنامج. إننا نتفق مع ما يقوله د. جهاد حول الفائدة من الانخراط في مجتمعات وثقافات مختلفة، ولكن يجب الأخذ بالحسبان أن هنالك من لا تتاح لهم مثل هذه الفرص لأسباب مختلفة سواء أمنية أو مجتمعية. لعل تخوف د. جهاد نابع من ملاحظاته حول الواقع الموجود في برامج الماجستير (والتي يشارك في تدريس مساقات أحدها)، ولكن ذلك يعكس بالأساس طريقة التدريس المتبعة في هذه البرامج التي لا تتطلب تفرغ الطالب حيث يكتفى بحضور الطالب لمدة 3 ساعات بعد ظهر يوم أو يومين في الأسبوع، على أنه لا يمكن لوم جامعة بيرزيت في ذلك فقد كانت آخر من خاضوا التوسع في برامج الماجستير، واللوم يجب أن يوجه لمن ساهموا وسمحوا وما زالوا يسمحون بهذا التوسع في الجامعات الفلسطينية وفي وزارة التعليم العالي، ومع أنه قد يكون محقا في ملاحظة المشاكل التي يعاني منها العديد من برامج الماجستير إلا أنه يجدر به ألا يعمم ملاحظاته على جميع البرامج وجميع طلبتها بدون استثناء. وبنفس الروح فإنه يعمم ملاحظاته على تدني مستوى التعليم العالي على جميع الجامعات الفلسطينية وعلى جميع طلبتها دون أي تمييز ودون أي التفات إلى نجاح خريجي جامعة بيرزيت في مختلف المجالات الأكاديمية والعملية ودون الالتفات إلى النسب العالية لخريجي بعض الدوائر في جامعة بيرزيت (كدائرة الفيزياء على سبيل المثال لا الحصر) الذين استطاعوا إكمال دراستهم والحصول على الدكتوراه. إن جامعة بيرزيت مستعدة لمواجهة التحدي الذي يمثله إنشاء برنامج دكتوراه، على الرغم من جميع المعيقات الفكرية والمجتمعية والسياسية التي تحيط بنا، وندعو د. الشويخ والمشككين في قدرة الجامعة على تنفيذ ذلك بنجاح للاطلاع على مجريات تنفيذ المشروع في الأعوام القادمة.

هنري جقمان نائب الرئيس للشؤون الأكاديمية ليزا تراكي منسقة مشروع التحضير لإنشاء برنامج الدكتوراة