أعزاءنا الخريجات والخريجين،
يحلّ موسم جديد للتخرّج في ظلّ ما يمرّ به شعبُنا، على امتداد الوطن، من محنٍ قاسية، وفي وقتٍ يستمرّ فيه العدوانُ الاستعماريّ الهمجيّ على أهلنا في قطاع غزّة، حيث تُسفك دماء الأبرياء، وتُدمّر البيوتُ والمؤسساتُ والبنى التحتية، وتُحرَم أجيالٌ كاملة من أبسط حقوقها في التعليم والحياة.
في هذه الظروف المؤلمة، وانطلاقًا من موقفٍ مبدئيّ يقدّم الحسّ الجمعيّ على الطقوس الفردية، والقيمَ المشتركة على المراسم الشكلية، فإنّ جامعة بيرزيت قررت عدمَ إقامة حفل التخرّج السنويّ، للعام الثاني على التوالي.
وبدلًا من الحفل التقليديّ المعهود للتخرّج، ستنظّم الجامعة فعالية موحّدة في شهر أيلول 2025 لتوزيع الشهادات على خريجي الفوجين التاسع والأربعين، والخمسين، دون مظاهر احتفالية. والجامعة، إذ تتخذ هذا القرار، فإنها تتوجّه إلى كلّ خريجة وخريج منكم، وإلى ذويكم المحترمين، بالشكر الجزيل على تفهّمكم للموقف، وهو ما يعكس وعيكم العميق بالواقع، وحسّكم الوطني والمجتمعيّ النبيل، وينسجم مع رسالة الجامعة التربوية والوطنية والإنسانية.
وتأكيدًا على أنّ لحظة التخرّج ليست مجرد تتويجٍ فرديّ، بل محطة جماعية مشبعة بالمعاني الوطنية والوجدانية، فإنّ الفعالية ستتضمّن فقرات تضامنية تعبّر عن وحدة الجسم الأكاديمي الفلسطيني، وتستحضر صوتَ غزّة الجريحة في لحظة بيرزيت، حيث يُحرَم طلبتُنا هناك، للسنة الثانية على التوالي، من حقّهم في التخرّج والتعليم الجامعيّ؛ لنُعلن أنّ فرحتَنا منقوصة، ولنجعل من شهاداتنا صوتًا لمن غُيّبت أصواتُهم وسُلبت حياتُهم وأفراحُهم.
ختامًا، تتمنّى جامعة بيرزيت لكلّ خريجةٍ وخريجٍ منكم مستقبلًا مشرقًا يليق بجهودكم وتضحياتكم. وهي، إذ تحتفظ بأسمائكم وتحتضن ذكرياتكم في وجدانها، فإنّها تأمل منكم أن تبقَوا سفراءها أينما حللتم، تحملونها في قلوبكم وعقولكم، وتُسهمون بجهدكم وإبداعكم في خدمة أنفسكم ومجتمعكم ووطنكم العزيز: فلسطين.
رئيس الجامعة
أ. د. طلال شهوان