مكتب الخريجين وخدمات المهنة في بيرزيت.. حلقة الوصل بين الجامعة والخارج

تؤمن جامعة بيرزيت بأن تخريج طلبتها ليس نهاية المشوار معهم، وتؤمن بأن تخريج طلبة انخرطوا في سوق العمل قبل التخرج أو توفير فرص عمل بعد التخرج مباشرة هو من أولوياتها، ولذلك أوجدت مكتب الخريجين وخدمات المهنة، ليعمل كحلقة وصل بين الجامعة والمجتمع الخارجي في محاولة لجسر الفجوة بين الدراسة الأكاديمية والتطبيق العملي في الحياة. ويعمل المكتب بالتوازي مع الطلبة والخريجين، من خلال مساندة الطلبة الحاليين وتوثيق العلاقة مع الخريجين من أجل إثراء مساهمتهم في المجتمع والتزامهم مع الجامعة خلال فترة دراستهم في الجامعة وبعد تخرجهم.

خدمات متعددة وشبكات واسعة

تستعرض مديرة المكتب وجدان فراج، الخدمات المتعددة التي يقدمونها والتي تقوم على شبكة عريضة مع المؤسسات المحلية والأجنبية، كالإرشاد الوظيفي، حيث يقدم المكتب أدوات تقييم وظيفي لمساعدة الطلبة على اختيار تخصص وطريق مهني ملائم لهم، ومساعدتهم في إعداد وصياغة سيرهم الذاتية ورسائل التحفيز وأية وثائق قد تطلب خلال البحث عن عمل والتقدم للوظائف، بشكل شخصي أو من خلال مجموعات طلابية.

كما يعقد المكتب تدريبات وورشات للتطوير المهني من أجل مساعدة الطلبة والخريجين على حد سواء، إضافة إلى تدريبات في مهارات وفنون مقابلات العمل، ويوفر المكتب فرص تدريب في أماكن العمل ليتنسى للطلبة التعرف على الواقع الحقيقي لسوق العمل قبل أن ينخرطوا رسميا بها. كما يساعد المكتب الطلبة في الحصول على وظائف وتدريب ضمن المؤسسات، من خلال السعي المستمر في البحث عن فرص تلائم الطلبة والخريجين والإعلان المستمر عنها.

أما في الشق المتعلق بخريجي بيرزيت، فيعمل المكتب على التشبيك مع كل الخريجين والتواصل الدائم معهم، لبناء علاقات قد تثمر عن تعاون متبادل بين الطرفين.

أسبوع توظيف طلبة الجامعة

وأشارت فراج أن مكتب الخريجين وخدمات المهنة حقق إنجازات لافتة خلال السنتين الماضيتين، وآخر أنشطته أسبوع التوظيف السنوي في جامعة بيرزيت الذي استضاف أكثر من 50 شركة ومؤسسة قابلت مئات الطلبة الخريجين، في فرصة لتعريف الطلبة بالشركات الموجودة في سوق العمل الفلسطينية، ولتوفير وظائف عمل من خلال المقابلات التي أجريت.

ولاهتمام المكتب بالتواصل والتشبيك مع الخريجين السابقين، فقد نظم ملتقى الخريجين السنوي 2015 في آب المنصرم، بهدف تعزيز روح التواصل والانتماء بين الجامعة وخريجيها، وتفعيل شراكة الجامعة مع الخريجين في المجتمع المحلي والإقليمي والدولي، كونهم سفراء لها في الداخل والخارج، ونماذج مشرقة وكوادر وطنية أسهمت، وما زالت، في بناء الوطن وتنميته. وقد ضم اللقاء أعدادا كبيرة من خريجي الجامعة سواء حديثو التخرج أو القدماء منهم، وتبادلوا خلال اللقاء الحديث عن تجاربهم وقصصهم والمواقف التي واجهتهم أثناء حياتهم الجامعة. وتخللت اللقاء فقرات فنية منوعة، تضمنت سوقًا شعبية للمنتوجات والمأكولات الفلسطينية، وعرضًا كوميديًّا للفنان نضال بدارنة، وفقرة مسابقات قدمها الإعلامي رياض مصطفى، وفقرة غنائية قدمتها فرقة فتوش، ومشاركات لقصص نجاح لخريجي الجامعة.

أما فيما يتعلق بالإنجازات السابقة والمتراكمة، فقد استطاع المكتب، ومن خلال برنامج إدارة العلاقات مع العملاءSalesforce ، تجميع حسابات لما يزيد على 30000 خريج وخريجة، منها 10000 حساب مع البريد الالكتروني، وتم استكمال العمل على 5000 حساب جديد.

أما على موقع الخريجين الإلكتروني، فتقول فراج أنه يوجد أكثر من 1200 خريج مسجل، فيما استطاع المكتب الوصول إلى أكثر من 28 مؤسسة تعمل في فلسطين، بما في ذلك بنوك ووزارات وشركات في القطاع الخاص ومؤسسات اعلامية وغيرها. كما تمكن من تجميع معلومات حول أكثر من 1000 خريج/ة يعملون في تلك المؤسسات. أما فيما يتعلق بالمؤسسات العاملة خارج فلسطين، فقد وصل المكتب لأكثر من 300 خريج/ة يعملون في 7 دول مختلفة، منها قطر والإمارات العربية والمملكة العربية السعودية، والكويت، والأردن، والولايات المتحدة الأمريكية، وفرنسا.

وفيما يتعلق بقسم الإرشاد الوظيفي، فقد تم عقد عدة جلسات وورشات عمل حول كتابة السيرة الذاتية وتعلم مهارات مقابلات العمل، إضافة إلى جلسات واستشارات شخصية للطلبة والخريجين المهتمين بذلك، إلى جانب استمرار التعاون مع أطراف أخرى لتحقيق مبادرات في نفس الحقول، كالجلسات التي قدمتها منظمة الخدمات الدولية لرابطة الأمم المتحدة (UNAIS) لتعليم اللغة الانجليزية وكتابة السيرة الذاتية ومهارات لمقابلات العمل والمساعدة في تعبئة طلبات المنح الدراسية.

كما قدمت المؤسسة العربية الأمريكية (AAF) برامج تدريب في التطوير المهني وفرص تدريب في مؤسسات مختلفة تعمل في فلسطين، استفاد منها أكثر من 100 طالب وطالبة.

ومع إضافة مكون العلاقة مع سوق العمل إلى عمل المكتب، تم التواصل مع 106 مؤسسات محلية و4 دولية لتأسيس شبكة علاقات معهم، أنتجت أكثر من 150 فرصة عمل وتدريب لطلبة وخريجي الجامعة.

وعقد المكتب عدة لقاءات لمؤسسات محلية داخل الحرم الجامعي وخارجه بهدف التعريف بهذه المؤسسات والاطلاع على سوق العمل الفلسطينية، تم خلالها إجراء مقابلات عمل بهدف التوظيف، أسفرت عن توظيف العديد من الطلبة والخريجين.

الخطط المستقبلية

يعمل المكتب حاليا على التشبيك مع المؤسسات الدولية لمنح طلبة وخريجي الجامعة الفرصة للتدرب والعمل في سياق آخر غير السياق الفلسطيني، من أجل تعزيز خبراتهم العملية وتنويع بيئة العمل. وأكدت فراج أن المكتب سيسعى لتوفير أكبر عدد من الفرص المختلفة لتدريب وتوظيف الطلبة والخريجين، ما سينعكس إيجابًا على جودة أداء الطلبة في المجتمع بعد تخرجهم. كما يخطط لتمتين العلاقة بالخريجين من خلال زيادة وتنويع الفعاليات والأنشطة التي تستهدفهم، من أجل الإبقاء على تواصل دائم معهم أينما كانوا.