يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني.. فرصة لتذكير العالم بأن العدوان مستمر

  • اقتحام قوات الاحتلال للحرم الجامعي 14/12/2016

اختارت الأمم المتحدة التاسع والعشرين من تشرين الثاني كل عام، يوماً للتضامن مع الشعب الفلسطيني، ففي هذا اليوم من عام 1947، اتخذت الجمعية العامة قرار تقسيم فلسطين التاريخية إلى دولتين، -قرار 181- مع اعتبار القدس "كياناً متميزاً يخضع لنظام دولي خاص".

ويشكل هذا اليوم فرصة لتذكير العالم بحقيقة أن قضية فلسطين لم تُحل بعد، والشعب الفلسطيني لم يحصل بعد على حقوقه غير القابلة للتصرف التي حددتها الجمعية العامة، من تقرير المصير دون تدخل خارجي والاستقلال الوطني والسيادة، وحق عودة الفلسطينيين إلى ديارهم وممتلكاتهم التي هُجروا منها.

وقد واجهت جامعة بيرزيت، وما زالت، ممارسات إسرائيلية تحاول عرقلة عملها كإحدى أهم المؤسسات الأكاديمية الفلسطينية التي تتميز برسالتها الديمقراطية الليبرالية، كما يحسب لها تفوقها الأكاديمي في التصنيفات العربية والعالمية.

وخلال الفترة بين عامي 1973 و1988، أغلقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي الحرم الجامعي أكثر من 15 مرة ولفترات امتدت لشهور أحياناً، وآخر مرة، امتد الإغلاق أكثر من 4 سنوات، مانعة انتظام عملية التدريس.

بعد أقل من شهر على البداية، أغلق الجيش الإسرائيلي حرم الجامعة وأعلن الجامعة منطقة محظورة. ومر شهران دون صفوف. قرأت كتب العلوم ولم أتعلم أكثر بكثير مما كنت أعرفه من دراستي الثانوية. كانت الكيمياء والفيزياء وكل المعادلات معقدة بقدر مشاعري المعقدة في محاولة للتنبؤ بشأن مستقبلي الدراسي. كيف سننهي الفصل؟

ابتسام بركات خريجة الجامعة 1986- من كتاب جامعة بيرزيت: قصة مؤسسة وطنية

كما انتهك جنود الاحتلال الحرم الجامعي عشرات المرات، وخربوا مقرات الحركات الطلابية ومجلس الطلبة، وما يتبع ذلك من تحريض على الجامعة وطلبتها وحركاتها الطلابية وأنشطتهم.

وخلال العام الماضي، تسللت وحدات خاصة مسلحة من جيش الاحتلال إلى داخل جامعة بيرزيت وأطلقت الرصاص الحي معرضة حياة مئات الطلبة للخطر، واختطفت رئيس مجلس الطلبة، في حينه، لينضم إلى نحو 60 طالباً وطالبة معتقلين، يُمنعون من حقهم في التعلّم بحرية.

وقد وصل عدوان الاحتلال إلى الهيئة الأكاديمية، فقد رفض تمديد تأشيرات الإقامة لثلث أعضاء هيئة التدريس الدوليين في بيرزيت، استمراراً لما يعانيه معظم الموظفين والأساتذة الدوليين من صعوبات في تجديد تأشيرات الإقامة، يضاف لذلك منع الفلسطينيين الحاملين لجنسيات أخرى من العودة والتدريس داخل فلسطين.

إجراءات الإحتلال بحق الأكاديميين الدوليين تعرقل مساعي وطموح جامعة بيرزيت وبقية الجامعات الفلسطينية في الوصول إلى مستويات دولية، لكون وجود الأكاديميين الدوليين في هذه الجامعات أحد أهم العوامل لتحقيق هذه المساعي

د. روجر هيكوك - أستاذ التاريخ في بيرزيت منذ 35 عاماً

وواصلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي منع إدخال المعدات والمواد اللازمة لدعم التدريس والبحث العلمي، خصوصاً في حقول العلوم والهندسة، مانعة زيادة إسهامات طلبة وأساتذة الجامعة في الحقول البحثية المختلفة.

إن اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني يشهد تنظيم الأمم المتحدة والحكومات والمجتمع المدني أنشطة شتى، لكنها تقتصر على إصدار رسائل تضامنية، وعقد الاجتماعات، وتوزيع المطبوعات، وعرض الأفلام؛ وتغيب الخطوات الحقيقية التي ترفع صنوف المعاناة عن المجتمع الفلسطيني عامة، وتقربه من حقوقه الوطنية.